في حلقة من برنامج "كلام نواعم" على شاشة MBC انتظرناها مساء أمس بشوق لمعرفة تفاصيل عمّا ألمّ بالزميلة الإعلامية ريما مكتبي في رحلة محاربتها وانتصارها على المرض الذي أصابها.
ريما مكتبي
الإعلامية ريما مكتبي ذات الشخصية القوية والمثابرة، التي تبدأ نهارها بقراءة الجرائد وتصفح الإنترنت لمعرفة ما يدور حول العالم من خلال الأخبار تقول "الأضواء متعبة.. وأنا لا أرى الأضواء بل أرى مهنتي فقط، أنافس نفسي والحب بالنسبة لي هو أساس الوجود وأنا أعيش على أساس الحب" بهذه الكلمات حلّت ريما مكتبي ضيفةً على نادية أحمد ومنى أبو سليمان في حلقة خطفت أنفاسنا من برنامج "كلام نواعم"، حيث غابت عن الشاشة لمدة سنة ونصف بسبب مرض ألمّ بها وحاربته وانتصرت عليه وها هي تعود الى مزاولة حياتها الطبيعية وتعود الى الشاشة منذ أسبوعين فقط.
ما هو مرض ريما
من بعد أن شعرت ريما بأن الحياة انتهت بالنسبة لها، ثم عودتها معافاة من المرض من دون أي إعاقة، تصرّح ريما بأن الحياة أعطتها فرصة ثانية حيث تشعر بأنها تعيش حياة ثانية.
بدأت حكايتها مع المرض عند شعورها بألم في كتفها اليمنى، ظنّت أن هذا الألم هو من جرّاء العمل الميداني حيث ترتدي في معظم الأوقات درعاً واقية وزنها 30 كلغ لحمايتها من الإصابات خلال وجودها في ميدان الحرب، إلا أن قدرة إلهية تدخلت ودفعت بريما لتطلب صورة صوتية للدماغ لشعورها بخطب ما عدا وجع الكتف، وأصرّت على إجراء RMI للدماغ، فوقعت الصدمة حين علمت بوجود ورم في دماغها على الأرجح أنه حميد ولكن يجب إزالته بجراحة، ومن هنا بدأت رحلتها مع المآسي إذ إن الترجيحات مالت صوب فقدانها صوتها كاملاً أو عدم تمكنها من الأكل إلا بواسطة أنابيب أو الدخول في غيبوبة، وتضيف ريما: "بالرغم من شعوري بالصدمة أعطاني إيماني القوة فأنا شخص مؤمن إلى أقصى الحدود".
ورم غيّر حياة ريما
انقلبت حياة ريما رأساً على عقب، حيث انسحبت من عملها من دون أيّ تبرير إلا للإدارة العليا، فهي بطبعها شخص كتوم ولا تحب تناول حياتها الشخصية وخاصة أن خجلها منعها من أن تخبر أصدقاءها، فقد أخذت قراراً بعدم الظهور في الحياة العامة إذا أصابتها إعاقة ما، حتى إنها أخفت معاناتها ومكافحتها عن والدتها حتى لا تعيش معها هذا القلق والألم ولا سيّما بعد أن تركت دبي وعادت الى بيروت، فعاشت في كذبة قبل التأكد من أنه ورم حميد علماً بأن موقع الورم كان حساساً جداً ونتجت عن إزالته أضرار جمّة لم تتوقع ريما أن تُشفى منها من دون أيّ إعاقة بعد أن كانت تتوقّع الأسوأ، وهي ما زالت تخضع للعلاج الطبيعي Physiotherapy حيث من المتوقّع أن يدوم الى الأبد بسبب الضرر الذي ألمّ بالعصب، كما خضعت لعلاج في النطق Speech Therapy ولا سيّما أوجاع الرأس القوية، ولم تكن قادرة على النطق قبل شهر أيلول 2016، "ولكن إيماني وخوفاً على والدتي من أن تعيش هذا المصاب هو ما ردّني الى الحياة".
الحبّ أعادها الى الحياة
خضعت ريما لعملية استئصال في ميامي حيث يسكن خالها وهذا ساعدها على ان تكون محاطة بعائلتها وصديقتها المقرّبة رولا معوّض التي سافرت معها من لبنان، والمدير العام السابق لشبكة العربية ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط الدولية الأسبق عبد الرحمن راشد الذي لم يفارقها طيلة فترة مرضها ورافقها الى ميامي لإجراء العملية وأصبح زوجها اليوم، ومن هنا تقول ريما إن الحب هو الذي أعادها، حب عائلتها وزملائها في قناة العربية وقناة MBC وكل من ساندها وقال لها إنها ليست بمفردها، هذا الكمّ من الحب هو الذي دفعها الى أن تقف على رجليها وتقول إن هذه الحياة تستحق أن أعود إليها، وتقول إنها فتاة محظوظة فبعد أن كرّست حياتها للعمل ونسيت نفسها وعائلتها وأصدقاءها أعطتها الحياة فرصة ثانية لتعيش الحب، اليوم ريما لها نظرة مغايرة للحياة، نظرة أعمق الى المضمون ولتعيش من دون زعل، وتقول إن هذا المرض كان صرخة يقظة بالنسبة لي.
طبّاخة ماهرة
كذلك كشفت ريما عن جزء من حياتها الشخصية معبّرة عن أنها طباخة ماهرة، فالطبخ يُزيل عنها ضغط العمل حيث أحضرت معها الى الاستديو أكلة لبنانية صحيّة وهي "التبولة"، وقالت إن رمي الأكل جريمة مع وجود أطفال يموتون من الجوع حول العالم.
رحلة الزميلة الإعلامية ريما مكتبي مع الشفاء ما زالت مستمرّة، إذ ما زال أمامها رحلة طويلة مع العلاج، ونحن من أسرة نواعم وأنا شخصياً صديقة ريما مكتبي أتمنى لها الشفاء العاجل والتام وحياة مديدة مليئة بالصحّة والحب والنجاحات.