المصمّمة رشا نور الدين: جوهر العباءة لن يتغيّر وستبقى تمثل الثقافة العربية والإسلامية
أسّست المصمّمة رشا نور الدين دار Eleganza La Mode عام 2007 لترضي شغفها ولتبتكر ماركة للعباءات المميزّة تستهدف المرأة العربية العصرية ولتلائم كل الأذواق والأعمار. تحرص المصمّمة على تقديم تصاميم أنيقة وجذابة ذات أقمشة عالية الجودة بأسعار مقبولة.
بدأت نور الدين أول خط أزياء لها لفساتين الكوكتيل والحفلات وهي تسعى من خلاله إلى إرضاء الذوق العربي الفريد مع الحفاظ على الصيحات العالمية. في هذا اللقاء المشوّق تعرفنا إلى نظرة رشا نور الدين إلى عالم الموضة والأناقة.
ما هي أسوأ موضة لهذا الموسم؟
لا أستطيع القول إن هناك اتجاهاً سيئاً للموضة في هذا الموسم، ولكن بطبيعة الحال لا تلائم جميع اتجاهات الموضة الموسمية جميع الأذواق، ولا بد من وجود بعض الأشياء التي تحبّينها ولكن غيرك لا يستسيغها.
هل نظرت يوماً إلى إحدى قطع مجموعتك قبل إطلاقها وقلت: "آه إنها فظيعة وبشعة جداً"؟
لا، ولكني أسعى للكمال ومن النادر أن أكون راضية تماماً عن أي من تصاميمي حتى أتلقى تعليقات عملائي وآراءهم فيها.
ما هي الموضة التي تتمنين أن تبقى الى الأبد؟
هناك بعض عناصر الموضة المستمرة عبر الزمن مثل الجينز والتي شيرت في الغرب والكندورة والعباءة في منطقتنا، ويكمن التحدي بالنسبة لي كمصممة في أن أنطلق من تلك العناصر الأزلية وأحوّلها إلى أشياء جديدة ومتغيّرة.
ماذا تقولين للزبونة المتردّدة كثيراً؟
في ما يخص عملاءنا المنتظمين فإننا نبذل قصارى جهدنا للتأكد من إطلاعهم باستمرار على مجموعاتنا الجديدة ونعرض لهم أسعاراً خاصة اعتماداً على عدد الطلبات التي نتلقاها منهم، حتى إننا نقدّم لهم الخدمة لمنازلهم إن لم يكن من السهل عليهم زيارة متجرنا. ونعمل أيضاً مع بعض االعملاء لصنع تصاميمهم الخاصة كنسخ محدودة الإنتاج حصرية لهم.
أيّ ألوان لا تلمسينها بتاتاً وترفضين العمل بها؟
أحب اختبار مختلف أنواع الأقمشة والألوان وأحاول دمج جميع الألوان في العباءات التي أصمّمها وفقاً للموسم ودون تجنّب أيّ لون بحد ذاته.
ما هي أجمل قطعة صمّمتها على الإطلاق؟
أحب جميع القطع التي صمّمتها وأشعر بالفخر بمنجزاتي حتى الآن، وفي الوقت ذاته فإنني متحمسة لما هو قادم ومتأكدة من استمراري بالعطاء.
متى قد تتوقفين عن تصميم الأزياء؟
لا أفكر مطلقاً بالتوقف عن العمل إذ إن تصميم العباءات هو شغفي، وهو أفضل ما أحب عمله.
هل قد تصمّمين عباءة بقماشة بخسة الثمن إذا أعجبتك؟
يمكن استخدام أي قماش ويمكن خياطة بعض الأقمشة الرخيصة بالطريقة الصحيحة لتبدو بمظهر رائع خاصة إذا أبرزت عناصر تصميمية جيدة وخياطة متقنة.
لماذا اخترت تصميم العباءات تحديداً لا فساتين السهرة الفاخرة؟
بالرغم من وجود العباءة في منطقتنا منذ زمن طويل فإنني أفضل تصميم العباءة لأنها لباسنا التقليدي وهي، بالرغم من مظهرها البسيط، يمكن أن تخضع للكثير من التغيّرات والتطوّر. إن إنتاج تصاميم جديدة ومثيرة للاهتمام انطلاقاً من ملبس موجود منذ مئات السنين أمر مثير ويشكل تحدياً كبيراً.
هل ترين أن تطوّر أشكال العباءة وتصاميمها يفقدها حيزاً كبيراً من شرقيتها؟
في الحقيقة هذا غير صحيح، إن جوهر العباءة لن يتغيّر وستبقى تمثل الثقافة العربية والإسلامية، وإن التغييرات التي يتم إدخالها على العباءة لا تتعارض مع هذه الفكرة بل إنها تتكامل مع اللباس الرمزي.
نشهد انبثاق عدد كبير من مصمّمي العباءات الناشئين والجدد راهناً. هل تؤيدين هذه الموجة أم هي قد تؤثر عليك من الناحية التجارية؟
إن السوق في مرحلة نمو ولكنه أبعد ما يكون عن الإشباع، وهو مفتوح للجميع وأعتقد أنه بحاجة دائمة إلى تصاميم جديدة ولا أرى أنه سيؤثر عليّ أو على نظرائي في هذا القطاع. ونحمد الله أن العباءة متأصلة في تراثنا وثقافتنا ومن غير المرجح أن تختفي من ثقافتنا.
هل تؤيّدين فورة تصميم دور الأزياء العالمية عباءات عربية؟
إنني متأكدة من أن الأسماء التجارية العالمية قادرة على تصميم عباءات مثالية تحبّها النساء ويشترينها ويستمتعن بلبسها، وبرأيي فإن من ترعرعت مثلي وهي معتادة على لبس العباءة تدرك ماهيتها أفضل من أيّ مصمّم عالمي. فأنا أدرك ما هو المطلوب عند تصميم العباءة وأؤمن بكل صدق بأن اللمسة العربية هي ما تحتاج إليه العباءة الكاملة.
هل ترين أن هذه الخطوة منهم هي لإرضاء المرأة العربية أم خطوة تجارية بحتة؟
مع اندماج المرأة العربية ضمن الثقافة العالمية فإن الطلب على العباءة من دور الأزياء العالمية سيستمر، وحيث يكون هناك طلب فإن العرض سيلبّي ذلك الطلب. ولا أرى أن ذلك يشكل تهديداً لنا بل فرصة حيث سيؤدي ذلك إلى اتساع قطاع صناعة العباءة وهي وسيلة هامة لإبراز صورتنا والوعي بتراثنا من خلال ملابسنا التقليدية.