الجمال الأمازيغي

by Rami Hamdi 3 Years Ago 👁 1917

ما هو الجمال الأمازيغي

أبرز ما يلفت النظر في الجمال الأمازيغي العيون الواسعة والشعر الأسود، بالإضافة إلى المظهر المتأنق المطعم بقطع حلي فضية تُزين المعصم والرقبة وتحيط بالخصر، وهي قطع تحرص الأمازيغيات على الظهور بها في المناسبات الاحتفالية، وخصوصا بمنطقة تزنيت، بجنوب المغرب. لهذا تعتبر الفضة، أو النقرة كما يسمونها، سر جمال الأمازيغيات.

أيضًا فالوشم الذي يزين وجوههن، ثقافة توارثتها الأجيال لقرون طويلة قبل أن تبدأ بالاندثار تدريجاً منذ السبعينيات، متأثرةً بالتيارات الدينية، وارتفاع مستوى التعليم في البلاد بعد 10 سنوات من الاستقلال. يشترك الأمازيغ في الجزائر، وبعض البلدان المغاربية في ثقافة الوشم، لكن الرسوم على الوجوه وبعض أجزاء الجسم الأخرى تختلف بين الأمازيغ أنفسهم. في منطقة الشاوية، ومنطقة القبائل ترسم الجدات ما يرمز إلى الطبيعة، أما الأمازيغ الطوارق، فالأوشام لديهم تجسّد قصص الرجال الرحّالة في الصحراء وروايات الحروب والقتال، بل وتُعد لغة إثبات اتصالية تمتد جذورها إلى ما قبل اعتناق الأمازيغ للإسلام نظراً إلى الطابع القبلي لسكان الصحراء. أيضًا من أبرز الرموز الأمازيغية النخيل، والنجوم، والعقارب، وأغصان الزيتون، لذلك وبقدر الاختلاف في تقدير طبيعة الرسم، يتوافق الباحثون في التأريخ لمسار الإنسان الأمازيغي، وتغير اتجاه وشكل الجمال الأمازيغي.

وبشكل عام يعود أصل الامازيغ لمجموعات عرقيَّة أصليَّة تشترك في ممارسات ثقافيَّة وسياسيَّة واقتصاديَّة مماثلة، وسكنت قبل العرب في منطقة شمال إفريقيا المحاذية للمحيط الأطلسيّ (مصر اليوم)، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط لنهر النيجر، فقد كانوا يعيشونَ في مجموعاتٍ متناثرةٍ عبر المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، ومالي، والنيجر، وموريتانيا، وقد انتشروا في المنطقة منذ بداية التاريخ المسجل وحتى الفتوحات الإسلاميَّة في القرن 8 م. يعرف الأمازيغ أيضا باسم الليبيين وخاصَّة في النصوص الكلاسيكيَّة، وهيَ كلمة يونانيَّة مشتقة، كما كتبَ الإغريق عنهم كثيرًا في المصادر اليونانيَّة، وأهمُّها مصادر هيرودوت، ويشير العلماء إلى وجود رابطة بينَ الأمازيغ والمصريين، فهم يتشاركون بالأصول الثقافيَّة أو العرقيَّة القديمة التي تعود لما قبل التحضر، وكانَ بعض الأمازيغ من البدو الرحّل، ولكنَّ أغلبهم كانوا مزارعين، وقد كانوا ينقسمونَ إلى سلالتين هامّتين هما المرابطون والموحدون، وعلى الرغم من ذلك فقد ظلّ الأمازيغ تحتَ حكمِ الغزاةِ الذينَ احتلّوا أراضيهم لفترات طويلة، لذلك لا يمكن تتبع تاريخهم كدولة، وإنما كقبائل فرديَّة. ولقد اعتنقَ الأمازيغ عبرَ التاريخ العديد من الديانات، فقد كانوا يعبدونَ آلهة الشمس والقمر، وقبلَ الإسلام اعتنقَ الأمازيغ الديانة المسيحيّة، ويعتنق معظم الأمازيغ اليوم إسلام السنة، ويدمجونَ عاداتهم وتقاليدهم مع عبادتهم. وتوجد أكبر مجموعتين من الأمازيغ في الجزائر والمغرب، إذ يُقدَّر أنَّ ربع السكان في الجزائر من أصول أمازيغيَّة، وفي المغرب يُقدر الأمازيغ بأكثر من ثلاثة أخماس السكان، كما يتواجد السكان أمازيغيو الأصل في صحراء جنوب الجزائر وليبيا ومالي والنيجر، ويبلغ عددهم أكثر من مليوني شخص.