شعر هجاء

by Aliaa 9 Years Ago 👁 3019

الهجاء هو الشعر الذي يذكر فيه الشاعر عيوب الذي يكتب فيه، وفي الشعر العربي الكثير من كبار الشعراء الذين أتقنوا فن الهجاء، اخترنا لكم بعضاً من أشعارهم لتتعرفوا إليها.

 

المحتويات:

 

شعر هجاء للحطيئة:

وفيكم كان-لو شئتم-حباء

ولما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي

هجوت ولا يحلُّ لك الهجاءُ

ولَمَّا أنْ مَدَحْتُ القَوْمَ قُلْتُمْ

وبينكمُ المودَّةُ والإخاءُ

ألم أكُ مسلماً فيكون بيني

حدوت بحيث يستمعُ الحداءُ

فلَمْ أَشْتُمْ لكُمْ حَسَبَاً ولكن

ولا برموا بذاك ولا أساءوا

ولا وأبيك ما ظلمت قريعٌ

فَيَغْبُرَ حَوْلَهُ نَعَمٌ وشَاءُ

 

ويمشي إن أريد له المشاءُ

فيبني مجدهم ويقيم فيها

بِمَالِ الجار ذلكُمُ الوَفَاءُ

هُمُ المتضمِّنون على المنايا

تواكلهم الأطبّة ُ والإساءُ

همُ الآسون أُمَّ الرأس لمّا

لدى الذّاعي إذا رُفِع اللّواء

وإنّ بَلاءَهُم ما قد عَلِمْتُمْ

تجنّب جار بيتهمُ الشّتاءُ

إذا نزل الشّتاء بجار قومٍ

فإن ملامة المولى شقاءُ

فَأَبْقُواـ لاَأَبالَكُمُ ـ عَلَيْهم

وإن صدورهُم لكُمُ براءُ

وإنّ أباكُمُ الأَدْنَى أَبُوهُمْ

وإنّ نَمَاءَهُمْ لكُمُ نَمَاءُ

وإن سعاتُهمْ لكُمُ سُعاة ٌ

على الأَيَّامِ إن نَفَعَ البَلاءُ

 

ولم يكُ دونهم لكمُ كفاءُ

وثَغْرٍ لا يُقَامُ به كَفَوْكُمْ

يظلُّ معضّلاً منه الفضاءُ

بجمهورٍ يحارُ الطّرف فيه

أتاني حيثُ أسمعهُ الدّعاء

ولَمَّا أنْ دَعَوْتُ أخي بغيضاً

فقلتُ أُمَيْمُ قد غُلِبَ العَزاء

وقد قالت أمامه ُ هل تعزّى

أَقُوْلُ بها قَذًى وهُوَ البُكَاءُ

إذا ما العَيْنُ فَاضَ الدّمعُ منها

طَرِيقَتُهُ وإنْ طالَ البَقَاءُ

لَعَمْرُكَ ما رأيتُ المَرْءَ تَبْقَى

فَأَفْنَتْهُ وليس لها فَناءُ

على رَيْب المَنُونِ تَدَاوَلَتْهُ

فليس لما مضى منه لقاءُ

إذا ذهب الشبابُ فبانَ منهُ

وفي طُولِ الحياة له عَناءُ

يَصَبُّ إلى الحياة ويَشْتَهِيهَا

ذلولٌ حين يهترشُ الضراءُ

فمنها أنْ يُقَادَ به بَعِيرٌ

ويَظْهَرَ في تَرَاقِيهِ انْحِنَاءُ

ومنها أن ينوءَ على يديه

وليدُ الحيِّ في يده الرّداءُ

ويأخذه الهُداجُ إذا هداهُ

حِواءً مِنْ ورَائِهِمُ حِوَاءُ

وينظرُ حوله فيرى بنيه

لأمسوا مُعطِشين وهم رواءُ

ويَحْلِفُ حَلْفَة ً لِبَنِي بَنيه

إذا أمْسَى وإنْ قَرُبَ العَشَاءُ

ويأمرْ بالجمال فلا تعشّى

بعيرك حين ليس به غناءُ

تَقُولُ له الظَّعِينَة ُ أَغْنِ عَنِّي

 

شعر هجاء لجرير:

عبدُ النهارِ وزاني الليلِ دبّابُ

إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ

إنَّ اللئيمَ لأهلِ السروِ عيّابُ

لا تهجُ قيساً ولكنْ لوْ شكرتهمْ

لحاجِبٍ وَأبي القَعقاعِ أرْبَابُ

قيسَ الطعانِ فلا تهجو فوارسهمْ

عَمرَو بنَ عَمْرٍو وبالسّاقَينِ أندابُ

هُمُ أطْلَقُوا بَعدَما عَضّ الحديدُ به

غصباً فكانَ لها درعٌ وجلبابُ

أدَّوا أُسَيْدةَ في جلبابِ أمكمُ

ولا يثوبُ لهمْ حلمٌ إذا شابوا

مُجاشِعٌ لا حَيَاءٌ في شَبيبَتِهِمْ

قَيْنا قُفَيرَة َ: مَسْروحٌ وَزَعّابُ

شَرُّ القُيُونِ حَديثاً عِنْدَ رَبّتِهِ

من شأنِ ليلى وشأنِ القينِ مرتابُ

لا تتركوا الحدَّ في ليلى فكلكمُ

كأنّهُمْ يَوْمَ تَيْمِ اللاّتِ غُيّابُ

فاسألْ غمامة َ بالخيلِ التي شهدتْ

يومَ الوقيطِ لما ولوا ولا هابوا

لكِنْ غَمَامَة ُ لَوْ تَدْعو فَوَارِسَنا

لا مَنْ يَعيبُونَ لا بلْ فيهمُ العابُ

مجاشعٌ قد أقرُّ كلَّ مخزية َ

ليستْ لكمْ يا بني رغوان ألبابُ

قالَتْ قُرَيْشٌ وَقَد أبلَيتُم خَوَراً:

بالعرقِ يومَ التقى بازٍ وأخرابُ

هَلاّ مَنَعتُمْ مِنَ السّعديّ جارَكُمُ

عِندَ المِرَاءِ خَسيفُ النُّوكِ قَبقابُ

أقْصِرْ فإنّكَ ما لمْ تُؤنِسُوا فَزَعاً

هامَ الملوكِ وأهلُ الشركِ أحزابُ

فاسألْ أقومكَ أم قومي هم ضربوا

فيها الدروعُ وفيها البيضُ والغابُ

الضّارِبِينَ زُحُوفاً يَوْمَ ذي نَجَبٍ،

والحارثانِ ومنا الردف عتابُ

منا عتيبة ُ فانظر منْ تعدلهُ

قتلى وأسرى وأسلابٌ وأسلابُ

منا فوارسُ يومِ الصمدِ كان لهمْ

وَالوَالجُونَ إذا ما قُعْقِعَ البَابُ

فاسألْ تَميماً مَنِ الحامُونَ ثَغرَهُمُ

 

 

 

شعر هجاء للفرزدق:

نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ

وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ

وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً،

فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ

وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ

أنْ سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ

إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها،

حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ

 

المراجع:

adab.com

adab.com