"حبّة لولو": قصّة واقعيّة لكن!
أمس كانت السينما اللبنانيّة على موعد مع العرض الأوّل لفيلم "حبّة لولو" الذي يُعدُّ التجربة السينمائيّة الأولى للمخرجة ليال م. راجحة بعد عدد من الكليبات التي صوّرتها مع النجوم اللبنانيين، وهو من بطولة الرائعة تقلا شمعون ولورين قديح وزينة مكّي، إضافة إلى نزيه يوسف وإيلي متري وغيرهما.
الفيلم مقتبس عن قصّة حقيقيّة كما تشير المخرجة الشّابة، فهي غاصت في صلب مشكلات موجودة في مجتمعنا اللبناني وعكست زيفه، وأخرجتها بصورة كوميديّة مضحكة عملاً بالمثل القائل "شرّ البليّة ما يضحك"، وأقل ما يقال عنه أنه يحمل جميع مواصفات النجاح سواء من خلال النص أو الموسيقى أو الصورة.
يتحدّث العمل عن ثلاث نساء لكلٍّ منهن حكايتها الخاصّة، وتقول ليال في حديث لـ"نواعم: "الفيلم يسرد العديد من المواضيع والمشكلات ولكنّه يركّز عموماً على قضية الأطفال الذين هم بلا هوية وغير شرعيين"، وتضيف: "هو حلم تحوّل إلى حقيقة".
فالشابّة ليال (زينة مكّي) كانت ثمرة عمليّة اغتصاب تعرّضت لها والدتها (تقلا شمعون) إبّان الحرب اللبنانيّة على يد أحد رجال الميليشيات، ولكنها رفضت التخلّي عن الجنين فكبرت ليال من دون هوية ومن دون أب، ورفضت المدارس تعليمها لعدم وجود أوراق ثبوتيّة لها، فعلّمتها والدتها في المنزل وأكسبتها ثقافة ومعرفة، وعندما كبرت شجّعتها على استعمال جمالها وهو واضح من خلال تصرّفات ليال التي تخرج مع الرجال وتقيم معهم علاقات ليصرفوا عليها، إلى أن تتعرّف إلى رجل قادم من أميركا، وتقبل والدتها بالزواج بجارها الذي انتظرها طويلاً وأحبّها طوال أعوام.
الفيلم صوّر العام الفائت على مدى شهر كامل على نفقة ليال راجحة الخاصّة، وبمساعدة ودعم والدها الذي وجّهت له تحيّة خاصّة أمس، واشترك في الإنتاج Shadoof Productions مع Kolja Digital Works وGamma Engineering.
اللافت في فيلم "حبّة لولو" أنه نجح شعبيّاً قبل عرضه في صالات السينما، فكيفما توجّهنا وجدنا من يتكلّم عن العمل وينتظر عرضه بحماسة، كما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلانات المروّجة له، وباتت حبّة اللولو شعاراً للكثير من الناس للدلالة على الفيلم.
لكن، على الرغم من أن الفيلم مقتبس عن قصّة حقيقيّة لم يعلن لمن تعود، فإن فلسفته الجميلة بعيدة عن التصديق والواقع، فتفاصيله الدقيقة لا يمكن إلّا أن تكون حقيقة معيشة ولكنّها في بعض الأحيان مبالغ فيها ربّما بهدف تشويش المتلقي من معرفة هوية صاحبة هذه القصّة التي انتهت سعيدة، مثل قصّة سندريلا.
باختصار، الفيلم مرّ كالعسل على الحاضرين على مدار ساعتين من الوقت، ونجح في شدّهم لإكماله حتى النهاية بكوميديا جميلة ومحبّبة وقريبة من الشارع اللبناني. برافو ليال راجحة وبرافو للسينما اللبنانيّة.