هكذا أدخل الإسلام النظافة الشخصية في العقيدة...
وقد يكون هذا الاهتمام نابعاً من توجيه الرسول العظيم صلى اللـه عليه وآله المسلمين في كثير من الاحاديث الى النظافة والطهارة، والى بناء مجتمع منزّه عن الاوساخ المادية والمعنوية، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى اللـه عليه وآله: " تنظفوا بكل ما استطعتم فان اللـه تعالى بنى الاسلام على النظافة"
وقد أولى الإسلام الأعضاء الحميمة عناية خاصة وهناك مجموعة من التدابير التي أمر بها للحفاظ على الطهارة وبالتالي على نظافة هذه الأعضاء وسلامتها.
ومن هنا فرض الإسلام الغسل بعد ممارسة العلاقة الحميمة وبعد إنتهاء المرأة من العادة الشهرية، والاغتسال بعد الجماع لا يخلو من حكمة، إذ تدعو التوجيهات الصحية إلى الاغتسال عقب كل مجهود عضلي كبير و بعد التدريبات الرياضية الشاقة ، فالاغتسال يزيل آثار الجهد العضلي و يخفف متاعبه ، والجماع من هذه الناحية جهد عضلي.
كما حرم الإسلام ممارسة العلاقة الحميمة أثناء العادة الشهرية وكل هذه الأحكام التي فرضها القرآن كان لها صدى علمي. فقد أوضحت الدراسات الطبية التى قام بها كثير من المتخصصين فى هذا المجال أن هناك نوعاً معيناً من البكتريا النافعة تتواجد بصفة طبيعية فى المهبل وهي تعتبر الحارس عليه ضد الجراثيم الضارة وذلك أن للمهبل طبيعة خاصة فى تكوينه وخلقه فالمهبل ليس له وسيلة دفاع يواجه بها الجراثيم الضارة ويتخلص منها ويطردها إلى الخارج إلا بوجود تلك البكتيريا التي تعيش على الجليكوجين ( النشا ) المخزن فى خلايا جدار المهبل وتحوله إلى أحد أنواع الحوامض التي تعمل على قتل الميكروبات الضارة .
وقد ثبت أن أعلى نسبة لتركيز الجليكوجين فى المهبل تحدث فى منتصف الدورة وأقل نسبة تكون قبل الحيض مباشرة وأقل منها إلى درجة العدم تكون أثناء الحيض وبالتالى فإن طبيعة المهبل تتغير من الحامضية إلى القلوية ، فتموت تلك العصويات ويأخذها تيار الدم معه إلى خارج المهبل.
وفى هذا الوقت بالذات - وقت الحيض - تكون الفرص كلها سانحة لنمو وتكاثر ونشاط الجراثيم الضارة فى البكتيريا النافعة وقد وجد أن هذه الجراثيم الضارة تزداد فى أعدادها وفى أنواعها وقت الحيض وليس من سبيل يمنع دخولها إلى جدار الرحم المتهتك فى هذا الوقت بالذات سوى شئ واحد فحسب ذلك سيل الدم من أعلى إلى أسفل وعلى ذلك فليس من الحكمة فى شئ معاندة الطبيعة بإقتحام حاجز الدفاع الأوحد والباقي للدورة الشهرية بإقامة علاقة حميمة حيث تغيب البكتيريا النافعة وتكثر الجراثيم الضارة التى تسبب إلتهابات الجهاز البولى والتناسلي.
ويأمر الإسلام بإزالة البؤر التي تتجمع الميكروبات في الجسم ومنها إزالة الشعر في المناطق الحساسة.