بالصور عارضات وقعن على مدرّج عرض الأزياء، فمن المسؤول؟

يعطي قيام عارضة يافعة بعرض أزياء ملابس فيرساتشي على مدرّج عرض الأزياء نوع من الدفع الكبير لمهنتها. لذا، لا بد أن وقوع العارضة ليندساي ويكسون على المدرج كان بمثابة صدمة وخيبة أمل لها أثناء عرضها أزياء فيرساتشي هذا الأسبوع خلال أسبوع الموضة في ميلانو.

فقد وقعت العارضة ذات السبعة عشرة عاماً أثناء انتعالها حذاء شفاف اللون بكعب عالي جداً متدرج مع فستان السهرة وذلك عندما كانت في طريق العودة الى الكواليس بعد أن عرضت الأزياء على المدرّج. ولكن حس الفكاهة الذي تتمتع به ويكسون جاء لصالحها، خصوصاً أنها تعاملت مع الموقف بمرح رافعةً يديها بعلامة إنتصار عندما تمكنت من الوقوف على رجليها مجدداً. ولكن من قد يلوم عارضة صغيرة السن لوقوعها عندما يفرض عليها ارتداء حذاء بكعب شاهق مثل هذا؟

لا شك أن هذا الموقف يستحق التقدير ولكنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها ليندساي في عرض أزياء دار فاخرة. ففي هذا العام أيضاً، ذكر إسمها في العناوين الرئيسية أيضاً لوقوعها مرات عدة في عرض أزياء ناعومي كامبل الذي كان يعود ريعه للجمعية الخيرية "ريليف" في مدينة كان. فأثناءها، كان أداؤها درامي جداً لدرجة أن كثر ظنوا أنها وقعت عن قصد من أجل لفت الإنتباه، ولكن ويكسون تصر على أنها وقعت هفوة وأن ما قيل ليس صحيحاً.

في السياق ذاته، وقعت عارضة أخرى في الأسبوع الماضي خلال عرض أزياء أماندا وايكلي في أسبوع الموضة في لندن، وهي تعتبر غير محظوظة على الإطلاق، لأن ما قد لا يعرفه الكثر، هو أن وقوع العارضة على مدرّج عرض الازياء قد يشكل تهديداً حقيقياً على مستقبل مهنتها. فإن تخلي مدراء الأعمال ووكالات عرض الأزياء عن عارضات وقعن أثناء عرضهن الأزياء على المدرج أمر شائع جداً. كذلك، علق كعب عارضة غير محظوظة في الأسبوع ذاته في عرض أزياء مارك فاست بفستانها المحبوك، فعاشت لحظات  على مدرج عرض الأزياء غير مستحبة بتاتاً.

يرأى المصممون، أن من واجبات العارضة أن تجعل التصاميم تبدو مذهلة وتحقيق ذلك يصبح معرضاً للخطر إذا بدأت بالتعثر وكأنها غير متوازنة. فإذا كانت الفتاة "وجه جديد" في عالم عرض الازياء، قد يؤدي وقوعها على المدرج الى إنهاء مسيرتها المهنية في هذا الحقل قبل أن يبدأ حتى. فطريقة المشي هي ما تقيم القادمات الجدد في مسيرة عرض الأزياء وترشحهن الى الفوز بصفقات مربحة مثل اختيارهن لحملات إعلانية.
من هنا، عاشت الكثير من العارضات في خوف شديد من الوقوع على المسرح وتعلمن وسائل وطرق لتفادي حصول ذلك. فكثيرات منهن يطلبن قياس حذاء أصغر بكثير من مقاس أرجلهن لدرجة أنه يشعرهن وكأن عظامهن على وشك أن تتحطم ولا يمانعن الوجع النابع عن ذلك من أجل تفادي سقوط الحذاء من أرجلهن، ما سيؤدي حتماً الى تعثرهن على المدرج.
يختلف تأثير الوقوع على المدرج بين العارضة والآخرى، فإذا كانت العارضة مشهورة، فوقوعها لن يؤثر على مهنتها كما لو كانت جديدة. إذا كانت تتمتع بالمهارة ولديها زبوناتها، سوف تتخطى بعض النعثرات، تماماً كما حصل مع ناعومي كامبل.

بالطبع، ليندساي، التي كان أصدقاؤها في المدرسة يسخرون منها بسبب مظهرها غير الإعتيادي، هي محبوبة عالم الازياء وليس من المرجح أن تتأثر بما حصل. فمنذ أن وقعت في أيار الماضي، مشت في عروض أزياء ألكسندر ماك كوين وميو ميو وميلبيري...

تاريخ تعثر العارضات على المدرج

طارت عارضة من على مدرج عرض الأزياء خلال عرض مارك باي مارك جاكوبس في شباط 2010. كذلك، تحول عرض أزياء برادا في العام 2008 الى مهزلة عندما صدر قرار في اللحظة الأخيرة لجعل العارضات يرتدين جوارب صغيرة مع أحذيتهن ذات الكعوب العالية، ما سبب بانزلاق كثيرات منهن ووقوعهن على المدرج.

في السياق ذاته، تعثرت تلميذة المدرسة العارضة نينا بورتير عند إنهائها عرض أزياء بيربيري بروسوم في أيلول العام الماضي وقد كانت في السادسة عشر من عمرها حينها. أما العارضة كلوديا ميشال، فقد احتاجت لمساعدة عارضة أخرى لترفعها عن ارض المدرج بعد أن وقعت خلال عرض الملابس البحرية من دار بلو مان في أسبوع الموضة في ريو دي جينيرو في حزيران الماضي. كذلك، وقعت عارضة بشكل درامي في نيويورك في شباط الماضي خلال عرض المصمم كريستيان سيريانو.

أما لحظة الإنزلاق الكلاسيكية المترسخة في عقول الكثيرات من متتبعات الموضة، فهي لحظة وقوع العارضة الشهيرة ناعومي كامبل أثناء عرضها مجموعة خريف العام 1993 للمصممة فيفيان ويستوود في باريس، وهي لحظة دخلت التاريخ!

على من يقع اللوم في انزلاق العارضات على مدرج عرض الازياء برأيك؟ هل ترين أن العارضات ضحايا أو مذنبات؟