الستّ أم كلثوم بـلمسة حُليّ عِزّة فهمي
بالتأكيد تشدّك قوة التفاصيل التي تصنع الفن. هذا الشتاء، تعود الستّ أم كلثوم إلى الأضواء، ليس فقط بصوتها الخالد، بل بقصة بصرية معاصرة تقدمها شاشة السينما من خلال فيلم «الستّ» للمخرج مروان حامد، الذي يستعيد رحلة كوكب الشرق بعد خمسين عاماً على رحيلها، بروح جديدة تنبض بقربها من جيل اليوم.
في قلب هذه التجربة، يبرز الدور المحوري لدار حُليّ عِزّة فهمي، التي شاركت في تجسيد القصة على الشاشة من خلال تصميم قطع حصرية ظهرت ضمن مشاهد الفيلم. القطع لم تكن مجرد إكسسوارات، بل تفاصيل دقيقة أعادت إحياء أشهر مجوهرات الدار، إلى جانب ابتكارات مستوحاة من أناقة الحقبة الزمنية التي عاصرتها أم كلثوم، بلمسة معاصرة تحترم الأصل وتخاطب الحاضر.
التعاون الوثيق مع صُنّاع العمل لم يقتصر على التصميم فقط، بل شمل الإشراف الفني والاستشاري، لضمان أعلى درجات الدقة والصدق الفني. حضور يعكس التزاماً طويل الأمد بتكريم تراث أم كلثوم، واستمرار الحوار الإبداعي الذي لطالما شكّل مصدر إلهام لتصاميم الدار عبر السنين.
ومع انطلاق العروض الأولى للفيلم، تبدأ هذه القصة رحلتها عبر المنطقة، مترافقة مع تجربة ثقافية غامرة تُقدَّم بالتعاون مع فريق الإنتاج. تجربة تسمح بالغوص أعمق في عالم أم كلثوم، وتعيد تسليط الضوء على تأثيرها المتواصل وفنها الذي لا يفقد بريقه مع الزمن.
احتفاءً بهذه اللحظة، تكشف الدار عن مجموعة حصرية مستوحاة من تراث «الستّ»، أيقونة الغناء المصري وأحد أبرز رموز الثقافة العربية. موسيقاها العاطفية وكلماتها الخالدة شكّلت، على الدوام، مصدر إلهام لتصاميم الدار، منذ تقديم قطعة «أنت عمري» عام 2014، التي جسّدت هذا الارتباط الفني والوجداني. اليوم، تأتي المجموعة الجديدة لتوسّع هذا المسار الإبداعي، مع تركيز خاص على حضور أم كلثوم المتفرّد، وأسلوبها الذي لا يُشبه سواه، وكلماتها التي ما زالت حيّة في الذاكرة.
أقراط «سوما» المتدلّية تعيد ابتكار التصاميم الطويلة التي اشتهرت بها أم كلثوم، بخطوط انسيابية مصوغة من ذهب عيار 18 والفضة الإسترلينية، باستخدام تقنية «السلك الملتوي» التي أتقنها حرفيو الدار في مشغلها بالقاهرة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وفي قلب التصميم، تبرز عبارة «أنت عمري» بالخط العربي المميّز، كتعبير خالد عن الإعجاب الأبدي والروح الرومانسية التي رافقت فنّها.
أما سوار «سوما»، فيحاكي قطعة ارتدتها أم كلثوم طوال مسيرتها الفنية، بانسيابية تلتف حول المعصم في شكل متصل، مع لمسات من الذهب والفضة بالتقنية ذاتها. تتزيّنه عبارة «حبيبي يسعد أوقاته» بالخط العربي الذي تنفرد به الدار، ليشكّل امتداداً جديداً لهذه العلاقة الإبداعية، ويكمل الرسالة التي بدأت مع «أنت عمري»، بروح معاصرة وجذور ثقافية راسخة.
كل قطعة في هذه المجموعة الحصرية تحمل تحيّة صادقة لتأثير «الستّ» الذي لا يُضاهى، من خلال فنّها، وأناقتها، وأثرها العاطفي العابر للأجيال. وبالحرفية العالية، والخط العربي، والوفاء العميق للتراث الثقافي، تواصل حُليّ عِزّة فهمي تكريم أسطورة ما زال صوتها يملأ العالم حياة.