ما هو الإعتزاز بالوطن
الإعتزاز بالوطن
يمكن تعريف الاعتزاز بالوطن على أنه حالة شعورية تلمس الإنسان والشخص حين ينتمي إلى مجموعة يحبها، وفي تعريف آخر فهو عبارة عن علاقةٍ شخصيةٍ حسيةٍ ايجابية، يبنيها الفرد مع أشخاصٍ آخرين أو مجموعةٍ ما، أما مفهوم الانتماء إلى الوطن فيعني تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقةٍ ايجابيةٍ وقوية معه، بهدف الوصول إلى أعلى درجات الإخلاص للوطن.
ولمعرفة مدى انتماء المرء لوطنه، عليه أولاً أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، من خلال استعداده النفسي لأنْ يسلك كل السلوكيات الايجابية والتي من واجبها أن تخلق فيه شخصاً منتمياً، محباً، مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه من أي عدوٍّ أو ضرر. وهو الهدف من فكرة المواطنة أولاً وأخيراً.
الإعتزاز بالوطن والإنتماء إليه
يقول محمود درويش: " الوطن هو المكان الي يولد فيه الشخص بالرغم من خروجه منه للدراسة أو العلاج، والوطن هو المكان الذي من المفترض أن يتوفى الشخص به، قد يعيش الإنسان بمنفى عن وطنه الأصلي بالرغم من شوقه وحنينه لهذا الوطن وقد يتوفى بعيداً عن وطنه، يجب علينا ألاّ نغادر وطننا لأي سبب كان لأنه هو الملاذ الآمن لكل الأشخاص الذين ينتمون لذلك المكان". لهذا فجوهر الوطنية هو الشعور الدائم بالإنتماء والذي يخلق دائماً حسن التصرف، والهمة حتى الوصول بالوطن إلى أعلى المراكز.
الإعتزاز بالوطن وخدمته
الإعتزاز بالوطن ليس كلمة تقال أو شعرا يتغنى ويتغزل به، بل هو عمل وفعل وخدمة من القلب، فحين نقول الوطن جميل يجب أن نحافظ على جماله ونزيد من روعته بالعديد من التصرفات الإيجابية، ومنها مثلاً كف الأذى عنه بأن لا نلقي بالأوساخ على أرضه أو في بحاره. وحين نقول الوطن أغلى من أرواحنا، يجب أن ندافع عنه لآخر قطرة دم وآخر يوم في العمر، فالإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، وما من شيء أغلى على الانسان من وطنه وهويته وفخره وانتمائه، به يشعر بكينونته ووجوده في الحياة.
الإعتزاز بالوطن والهوية
يكون الإنسان منتميًا لوطنه إذا حافظ على تاريخه الحضاري وإرثه الذي تركه الآباء والأجداد وهويته، وسعى إلى أن يظلّ هذا الإرث يحكي قصص البطولات التي عاشها الوطن، حتى عند الاغتراب عن الوطن لا يتوقف الانتماء إليه، فالمتغرب هو صورة عن وطنه بهويته وقيمه وتعاملاته. كما أن الإعتزاز بالهوية معنى يجب أن يظل متأصلاً، فيمتد ليشمل الإعتزاز باللغة والثقافة والدين والتاريخ. كل هذا يكون هوية الوطن الذي يشعر الفرد بدونه أنه ضائع. كما يجب أيضاً من ضمن علامات الإعتزاز بالوطن الحفاظ على عاداته وتقاليده والحرص على عدم ضياعها وسط العولمة التي جعلت الفروق بين الهوية الوطنية تقل، وتشمل العادات والثقاليد كل الجذور الثقافية والفكرية بما فيهم الملابس والإرث اللغوي.