أضرار الإنترنت

أضرار الإنترنت

تعود نشأة الإنترنت إلى مشاريع البحث المتقدم التي أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية في الستينيات من القرن العشرين لعمل الأبحاث العسكرية بين الشركات الحكومية والتي تعرف باسم ARPAnet. واليوم تمتلك دول العالم جميعها الإنترنت من خلال الألياف البصرية ذات السرعة العالية والتي تقوم بتمرير بيانات الإنترنت عبر الأجهزة من خلال شركات الهاتف في كل دولة.

ورغم مزايا وفوائد الإنترنت الكبيرة سواء كانت من حيث غزارة المعلومات، أو الإنفتاح الكبير على العالم أجمع، مع الوقت ظهر جانب آخر سلبي، فمع تزايد أعداد الأشخاص الذين يستعملون الإنترنت أصبح من السهل على المحترفين والذين لديهم القدرة على الاختراق الحصول على معلومات شخصية عن أشخاص معينين، وعن أفراد عائلاتهم واستخدام هذه المعلومات بطرق غير مشروعة، كما أصبح بإمكان المجرمين أن يمارسوا أعمالهم بشكل مختلف من خلال الإنترنت بسبب عدم سهولة الرقابة، وهو ما أدركته الدول مبكراً ليظهر فرع محاربة الجرائم الإلكترونية لإيقاف هذا الضرر عند حده.

أضرار الإنترنت على الصحة

لا تتوقف أضرار النت عند هذا الحد، فيؤدي الإنترنت إلى حدوث مشاكل صحية عديدة منها السمنة نتيجة الكسل وقلة الحركة، بالإضافة إلى أنه يقود إلى نمط حياة غير صحي بسبب استمرار استخدامه بضرورة أو بدون ضرورة، كما من الممكن أن يؤدي استعمال الإنترنت المفرط إلى حدوث مشاكل بالرسغ أو بما يُعرف بالنفق الرسغي نتيجة استعمال الفأرة المفرط أو استعمال لوحة المفاتيح المستمر، بالإضافة لمشاكل صحية في الرقبة والأكتاف بسبب استخدام الإنترنت بالهواتف المحمولة بشكل دائم.

أضرار الإنترنت على المجتمع

رغم قوة دور الإنترنت في التقارب الإجتماعي بين الأفراد والشركات والدول، ودخولنا في عصر العولمة وتحول العالم إلى قرية واحدة، إلا أن له مخاطر أخرى على صعيد المجتمع. ففي الغالب يؤدي الإفراط في استخدام الإنترنت إلى البعد عن العالم المحيط، وهو ما يترتب عليه بالضرورة فقدان الأصدقاء والمحيطين، كما أنّ الاعتماد عليه في كل شيء يحدث سوءاً في التواصل بين الأشخاص على مستوى الدوائر القريبة، فمن المعروف في علم الإجتماع والتخاطب أن التواصل المباشر يعتبر أفضل وسيلة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين وليس التواصل عبر الشاشات، لهذا فالإستمرار في استخدام الإنترنت بما فيها وسائل التواصل الإجتماعي يؤدّي إلى التفكك الأسري والمجتمعي بشكل بطيء.

أضرار الإنترنت على الأطفال

يعتبر الإنترنت من أكثر الوسائل الحديثة خطراً على الأطفال، بسبب سهولة الوصول إلى محتواه غير المقيّد بشروط أو أسس للتعامل معه، وهو ما يزيد من احتمال دخول الأطفال إلى المواقع الإباحية المخلّة بأخلاقهم، وبالتالي التأثير على قيمهم التي تربّوا عليها، كما من الممكن دخولهم إلى مواقع تعرض مشاهد عنيفة، أو حتى مواقع فكرية غير مناسبة تؤدي إلى طمس هويتهم مما يؤثر على المجتمع بشكلٍ غير مباشر.