معلومات عن معبد الكرنك

by Rami Hamdi 3 Years Ago 👁 968

معبد الكرنك

تعتبر مصر واحدة من أكبر الدول التي تحتوي على إرث حضاري لا يستهان به، فحضارة الفراعنة كانت حضارة عظيمة تركت آثارها في كل ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها. لكن مدينة الأقصر التي تقع في جنوب مصر وحدها استحوذت على النسبة الأضخم في اكتشاف تلك الآثار. كما تأتي شهرة الأقصر أيضا من معلمها الأبرز معبد الكرنك والذي خلد إسمها في أذهان العالم أجمع، وجعلها قبلة سياحية مفضلة لعشاق الآثار والمهتمين بها.

تاريخياً كان المعبد مكرسًا للإلهة موت زوجة آمون رع وأم الإله خونسو، وقد شيده أمنحتب الثالث وأضاف إليه الملوك عدة إضافات حتى عصر البطالمة. ويضم المعبد داخل أسواره معبدين صغيرين؛ كرس الأول للإله خونسو ويرجع إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة، بينما كرس الثاني لعبادة الإله آمون ويرجع لعصر رمسيس الثالث.

اين يقع معبد الكرنك

اعتمدت منظمة اليونسكو منذ عام 1979 معبد الكرنك الذي يقع على ضفاف نيل مصر في مدينة الأقصر ضمن قائمة التراث العالمي. ويعتبر معبد الكرنك أكبر المعابد المصرية وأهمها. وقديماً أطلق عليه المصريون القدماء اسم إبت سوت الذي يعني البقعة المختارة لعروش آمون؛ وكرس لعبادة الإله آمون رأس ثالوث طيبة المقدس مع موت وخونسو.  

معبد الكرنك من الداخل

يتكون من مجموعة معابد وعناصر معمارية قام بتشييدها ملوك مصر القدماء بداية من عصر الدولة الوسطى حتى العصر البطلمي، ويحيط به سور ضخم من الطوب اللبن، ويتقدمه مرفأ جهة الغرب. تم الكشف حديثًا عن حمامات بطلمية ورومانية أمام الصرح الأول.

ويضم الكرنك معبد الإلهة موت الذي يمكن الوصول إليه من خلال طريق الكباش الشرقي من الصرح العاشر لمعبد الكرنك، وتحيط به من الشرق والجنوب والغرب البحيرة المقدسة. يمثل طريق الكباش البوابة الرئيسية للمعبد، وهو عبارة عن صفين من التماثيل لمجموعة من الكباش، كان يُسمى قديما بطريق وات نثر، ويمتد لمسافة 2.7 كيلومتر، ويصل عرضه 76 مترا، ويوجد على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبي الهول برأس كبش، تلك الرأس ترمز للإله آمون، وضعت بهذا الشكل كنوع من الحماية للمعبد.

ويبدأ المعبد بصرح ثم فناء فيه عدة تماثيل للإلهة سخمت التي تصور على هيئة سيدة برأس لبؤة وهي صورة من صور الإلهة موت، ثم نصل إلى فناء آخر لأعمدة ثم صالة الأساطين يليها قدس الأقداس.​

في قلب الكرنك يوجد واحد من أكبر أسرار الفراعنة وهو البحيرة المقدسة، وسر شهرتها هو مياهها الثابتة التي لا تجف طوال العام، رغم بعدها عن نهر النيل، ورغم مرور 3 آلاف سنة على وجودها، منذ حُفرت في عهد الملك اتحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وحتى الآن، والغريب أنها لا تجف رغم عوامل الفقد والبخر والتسرب، حتى أن نساء الأقصر أصبحن يعتقدن بقدسيتها، ويذهبن إليها للتبرك بها.