معلومات عن مدينة قرطبة
مدينة قرطبة
قرطبة واحدة من أقدم المدن في أسبانيا والعالم، حيث اكتشف الأثريون بقايا للإنسان البدائي في المدينة يرجع تاريخها الى ما بين 42000 قبل الميلاد و 35000 قبل الميلاد.
تاريخياً مرت المدينة بعدة حقب زمنية، ففي القرن الثامن قبل الميلاد خلال فترة تارتيسوس القديمة كانت توجد مستوطنة أطلق عليها الجنرال هاميلكار باركا إسم قرطبة، وقد كان هذا الجنرال قائدا للنوميديين الذين لقوا حتفهم في معركة وقعت في مكان قريب من المدينة، ثم إحتل الرومان المدينة عام 206 قبل الميلاد.
بعد ذلك بدأ تاريخ المدينة مع الإسلام حين دخلت الجيوش الإسلامية قرطبة عام 711 ميلادي. بقيادة القائد طارق بن زياد، وقُتل الملك لذريق وجعل أراضيها تابعةً لولاية المغرب، وفي حكم عمر بن عبد العزيز أصبحت المدينة تتبع لمدينة دمشق العاصمة الأموية، وفي العام 750 للميلاد سقطت الدولة الأموية في يد الدولة العباسية. كما تم بناء أول مسجد بها في عهد عبد الرحمن الأول، وسمح للمسيحيين ببناء كنائسهم التي تم تدميرها أثناء الغزو. وظلت المدينة تتطور حتى عام 766 حين تم إختيار قرطبة لتكون عاصمة الإمارة الإسلامية المستقلة بالأندلس. فتحولت قرطبة على مدار القرنين العاشر والحادي عشر لتصبح من أكثر المدن تقدماً في العالم وتكون مركزاً ثقافياً و إقتصادياً و سياسياً كبيراً وصل صيته لأقصى أرجاء العالم. حيث خرجت منها شخصيات أثرت في العالم بما قدمته مثل الفقيه بن حزم، والعالم عباس بن فرناس. وزرياب الموسيقي.
أين تقع مدينة قرطبة
تقع مدينة قرطبة في أسبانيا على ضفة نهر الوادي الكبير، وعلى السفح الجنوبيّ لجبال مورينا، في الجزء الشماليّ المتوسط لمنطقة الأندلس الواقعة جنوب إسبانيا. وتحدّ المدينة كل من مدن ملقا وإشبيلية وباداخوز وسيوداد ريال وجيان وغرناطة، وتمتد قرطبة على الضّفة اليمنى الشمالية لنهر الوادي الكبير، الذي يسير مجراه نحو الغرب مشكلاً أهم طريق طبيعي في إسبانيا الجنوبيّة نحو المحيط الأطلسي.
مساحة مدينة قرطبة
تبلغ مساحة مدينة قرطبة حوالي 1,253 كيلو متر مربع، كما يبلغ عدد سكان هذه المدينة حوالي 325,708 طبقاً لاخر الإحصاءات الرسمية في عام 2018. ولعل أهم ما يميز تلك المدينة آثارها المتنوعة التي تشمل الآثار الإسلامية والبربرية والرومانية.
فمثلاً هناك قصر قرطبة الشهير، والذي كان مقراً للخلافة حتى تم غزو المدينة من قِبل الملك الكاثوليكي فرناندو الثالث عام 1236 ميلادي، ويرجع تاريخ القصر إلى عصر المغاربي بإستثناء برج محاكم التفتيش والذي تم بناؤه عندما قام الملوك المسيجيون بتحصين القصر. ويحتوي على مجموعة من القطع الأثرية.
وهناك أيضا باتس دي لوس ناننجوس، وهو عبارة عن مكان لوضوء المسلمين، ويمتاز بالمحافظة على الشكل الفريد منذ تشييده؛ إذ يحتفظ بالنافورة الخاصة، وأشجار البرتقال المنتشرة في الأرجاء، بالإضافة إلى تميزه باحتوائه على العديد من المعارض التي تضم المنحوتات الخشبية المجوفة.