بحث عن النظافة
النظافة
يمكن تعريف النظافة بأنها مجموعة من الممارسات المترافقة مع حفظ الصحة والمعيشة الصحية. وتستخدم كلمة النظافة في عبارات متعددة مثل نظافة الجسم، والنظافة المنزلية، ونظافة الأسنان، والنظافة المهنية، بما يتعلق بمجالات الصحة العامة. وممارسات النظافة الصحية تختلف اختلافاً كبيراً، وما يعتبر مقبولا في إحدى الثقافات قد لا يكون مقبولا في ثقافات أخرى.
مفهوم النظافة مفهومٌ واسع له معنى مادّي حقيقي ومعنى مجازي، والمعنى الحقيقي للنظافة يتمثّل في الخلو من الأوساخ والقاذورات والروائح الكريهة وكل شيء يؤثر على مظهر الأماكن والأشياء فيجعلها متلوثة بالجراثيم والنفايات، فهي ليست مجرّد خيار بالنسبة للطبيعة والإنسان والحيوان، بل هي ضرورة يجب الالتزام بها والحث عليها، كما أنّ النظافة مرادفة للطهارة لأنّها تعني التخلّص من كل ما ينقض طهارة الجسم والثياب، وهي مكملة للحياة ولا يمكن اعتبارها أمرًا ثانويًا أبدًا، خاصة أنّها يجب أن تشمل كلّ شيء في الحياة، فالإنسان يجب أن يتعلّم تنظيف نفسه باستمرار وأن يُمارس الطقوس المتعلقة بالنظافة بالطريقة الصحيحة.
النظافة من الإيمان
من المعروف أن النظافة من الإيمان حيث تم ذكرها في القرآن الكريم، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا". كما أمر الإسلام بتنظيف الأسنان بالسواك لتخليصها من بقايا الطعام العالقة بها، كما نظم أحكام الطهارة والنظافة التي أمر بها الله تعالى ورسوله، وجعلها منهجًا إسلاميًا لا يمكن التغاضي عنه أبدًا في الحياة اليومية للمسلم الذي عليه الالتزام بجميع آداب النظافة في الإسلام. ومِن حرص الإسلام على النظافة أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- حثّ الرجال على أخذ زينتهم عند كلّ مسجد، وأن يتعطّروا ويرتدوا أجمل الثياب، وألّا يتناولوا الأطعمة التي تُسبب رائحة نفس كريهة كالثوم والبصل لتجنب إيذاء المصلين، كما حثّ الإسلام على تقليم الأظافر والغُسل في كلّ يوم جمعة، وهذا كلّه يدلّ على أنّ من يحافظ على نظافته يأخذ الأجر والثواب من الله تعالى، ومن واجب الآباء والأمهات أن يُعلموا أبناءهم طريقة الحفاظ على النظافة، وأن يوفروا كل الأدوات اللازمة للحفاظ عليها مثل الصابون ومواد التنظيف المختلفة وسلّات جمع القمامة.
النظافة وأهميتها
النظافة من الشروط الأساسية التي تجعل الإنسان مقبولًا من الآخرين، وينطبق هذا على المكان الذي تشعّ فيه النظافة وتسوده الروائح العطرة، أما القذارة فهي تُسقط هيبة الإنسان وتجعل الناس ينظرون إليه باحتقار، ولهذا فإنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أنظف الناس وأكثرهم حفاظًا على الطهارة في الجسم والثياب والبيت، وكان يتخلّص -عليه السلام- من القاذورات بنفسه، ويحثّ على الطهارة، لهذا ينظر الناس إليها بأنّها جزءٌ من إيمان الفرد ولا يكتمل إيمانه بدونها، لهذا يجب الحرص على النظافة.