تعرّفي إلى عادات شهر رمضان في بلاد الشام
يلاحظ على ليالي الشهر المبارك في المدن والقرى الفلسطينية السّهر والبهجة والترفيه البريء، فعقب غروب الشمس تُضاء الطرقات والشوارع والمآذن والمحالّ التجارية في الأسواق التي تعرض أنواعاً من الحلويات والبزورات والأشربة الخاصة بصائمي رمضان.
ولليالي الشهر الكريم هناك طعمها الخاص للتواصل مع العادات المتوارثة بين الأجيال، ومن تلك العادات تشكيل فرق جوّالة تُعرف بالحوّاية أو المداحة تجوب الأحياء والأزقة بعد تناول الفطور، ويقف أفرادها في زاوية مظلمة من دهاليز أحد البيوت ويشرعون منشدين بصوت واحد الأناشيد الرمضانية الجميلة.
لبنان
تزدان شوارع وطرقات وشرفات البيوت في المدن اللبنانية بالزينة المضاءة، وتُعلق الشرائط
الخضراء والنجوم الأثرية والفوانيس الصغيرة التي يُقبل اللبنانيون على شرائها في قباب الجوامع
والمساجد ومحيطها. كما يظهر دور التكافل الاجتماعي بصورته الكبيرة خلال أيام الصوم المبارك، وذلك بقيام الجمعيات الخيرية بدورها في مساعدة المحتاجين والمتعففين، وتقديم المحسنين لوجبات الإفطار للصائمين والمحتاجين عن طريق أحد الموسرين.
ومن بين هذه التقاليد الرمضانية أيضاً ما يُعرف اليوم بـ سيبانة رمضان، وهى عادة بيروتية قديمة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا وتتمثل بالقيام بنزهة على شاطئ مدينة بيروت تخصّص لتناول الأطايب والمآكل في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في رمضان.
وجرت العاده قديماً على أن تتوجّه العائلات البيروتية قبل غروب التاسع والعشرين من شعبان الى شاطئ بيروت تحمل معها أنواعاً مختلفة من الطعام والشراب وتقيم سهرات طويلة تترقب خلالها قدوم الشهر المبارك.
سوريا
يستقبل السوريون شهررمضان بتقاليد متوارثة تبدأ برؤية هلال الشهر الكريم وتلتزم هذه المسألة أسساً علمية، ففي ليلة الثلاثين من شعبان يجلس القضاة والوجهاء في المسجد الأموي في دمشق خلال الساعات التي يتوقعون فيها ظهور هلال الشهر الكريم لإعلان بدء الصيام.
الأردن
ينفرد شهر الصوم في الأردن بتلك الخيام التي ينصبها الأهالي في الأحياء الشعبية لاستخدامها في الجلسات الرمضانية، ويشهد السوق الأردني حركة شراء واسعة لتأمين احتياجات الناس من المؤن مثل الأرز والتمر هندي والحلويات وأنواع العصير. ويجري تبادل الأطعمة بين الجيران، علاوة على تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب وتفطيرهم في البيوت حيث ينتظرالجميع إعلان أذان المغرب ومدفع الإفطار، ليبدأوا فطورهم الجماعي، بعد أن يؤدي الرجال والنساء صلاتي العشاء والتراويح في مساجد الأحياء القريبة.
وفي الماضي كان وجهاء المناطق والحارات وأئمة المساجد هم الذين يختارون المسحراتي، وأغلب المسحراتية هم من ورثوا المهنة عن آبائهم، وكان المسحراتية يستخدمون الفناجين النحاسية عن طريق طرقها بعضها ببعض لتنبيه النائمين للسحور.