حديث عن الحلم والعفو والوفاء بالعهد
من خلال الكثير من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الواردة في السنة النبوية نجده يشدد على ضرورة تحلّي المسلم بمكارم الأخلاق. فقد دعا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أن يحرص المسلم على ألا يغضب، وأن يحاول كظم غيظه. كما حرص في الكثير من مواقفه مع مشركي قريش على أن يتسم سلوكه بالعفو والحلم في مواقف الغضب.
وقد أراد رسولنا الكريم توجيهنا إلى كيفية التصرف السليم للمسلم في هذه المواقف التي تتطلب قدرة عالية من السيطرة على النفس، والمسامحة عن الإساءة والكف عن ردها. وظهر ذلك جليا في عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن مشركي قريش بعد فتح مكة، رغم قدرته في تلك اللحظة على البطش بهم بعد كل ما فعلوه بالمسلمين إلا أن سيدنا محمد ضرب مثلا عاليا في الحلم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ".
وبالإضافة إلى شيمة الحلم، فقد اتصف رسول الله بالوافاء بالعهود والحث على الوفاء بالوعد وعدم الحنث به. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
فعلى الرغم من الكثير من المكائد التي حاول بني إسرائيل كيدها للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء بعثته النبوية، إلا أنه لم ينقض أيا من المعاهدات التي أبرمها معهم أو أغار على أيا من قبائلهم، إلا عندما بدأت بعض القبائل بقتال المسلمين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وترشدنا هذه الأحاديث جميعها إلى ضرورة تحلي المسلم بالأخلاق الحميدة والاتصاف بخصال الحلم وإتمام العهود والحرص على الوفاء بالوعد، وتجنب الكذب في الحديث حيث أنها من آيات المنافق. فالمسلم ليس فقط من يقيم فرائض الدين الإسلامي فقط، ولكن يجب على المسلم أن يسعى دوما إلى أن يقاوم غضبه بل وأن يعفُ عمن أساء إليه ومحاولة المسامحة من القلب وإحتساب الأجر من الله.