موضوع تعبير عن الموت
تعبير عن الموت
الموت هو حالة تصيب الكائنات الحيّة بحيث تتوقف عن نشاطاتها المعتادة من نموّ، واستقلاب الوظائف الحيوية مثل الأكل، والتنفس، والتفكير والحركة، فيتحوّل الكائن الحي إلى جثةٍ هامدة لا تستطيع أن تستعيد وظائفها السابقة، بل تبدأ بالتحلّل والتعفن.
للموت فلسفةٌ عميقة تمتلئُ تفاصيلها بالأسى، لهذا تنفر القلوب من ذكره، وتنتفض الأرواح رعبًا منه، فالموت هو الرحلة التي لا عودة منها، ولا أحد يعلم ما إن كانت هذه الرحلة سهلة أم صعبة أم متعبة، لأن الغموض يكتنف الموت ويُحيط بتفاصيله الموحشة، ولا يعلم بأمره إلا الله تعالى، وإن حضر الأجل وحانت ساعة الموت، فلن ينفع الطب ولا الدواء ولن ينفع الأولاد ولن تنفع الأموال، فالموت قاهرٌ يفرض سطوته على الجميع، ودائمًا تكون الكلمة النهائية له، والله تعالى قهر العباد بالموت، كي يعلم العباد أن الله تعالى وحده قادرٌ على الإحياء، وأن الموت والحياة بيده وحده.
تعبير حزين عن الموت
لا يوجد قسوة أكبر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة. ولقد قال الله تعالى عن الموت "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" صدق الله العظيم. كما قال الله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغرور". صدق الله العظيم. وقال الله تعالى أيضاً "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا". صدق الله العظيم.
لو كان الموت يعرف مقدار الألم والغصّة التي يتركها في القلوب لما تجرأ أبدًا على زيارة أحد، ولو كان يعلم أنه حين ينزع الروح من جسدٍ واحد فإنه ينزع الفرح من قلوب أهله وأحبته لما كان نزع فرحة أحدًا، لكن الموت حقٌ وقدرٌ لا مفرّ منه، وهو السكين الذي ينغرس في قلب الحياة ليتركها جثة هامدة لا حول لها ولا قوة، وهو السم القاتل الذي يترك الورود اليانعة صفراء ميتة، فالموت هو الوجه الآخر للحياة، لكنه الوجه المرعب والقاسي، والوجه المنفر الذي لا يرغب برؤيته أحد، ورغم هذا لا بدّ للإنسان أن يستسلم لحقيقته، وأن يعمل لأجله، وأن يترك خلفه أثرًا طيبًا.