شعر يا صاحبي
الصداقة من العلاقات القوية التي تجمع بين البشر، وكتب الشعراء الكثير من الأبيات عن الصداقة وأهمية الصديق، بل وجّه البعض قصائدهم للصديق، وذلك ببدئها بكلمة يا صاحبي، واخترنا لكم هنا بعضاً من هذه الأبيات.
المحتويات:
شعر يا صاحبي لبهاء الدين زهير:
وَحَتّامَ قُلْ لي لا تَزالُ كَئِيبَا |
أيا صاحبي ما لي أراكَ مفكراً |
وهيهاتَ يخفى من يكونُ مريبا |
لقَد بانَ لي أشْياءُ مِنْكَ تُرِيبُني |
وَجَدْتَ مكاناً خالِياً وَحَبِيبَا |
تعالَ فحدثني حديثكَ آمناً |
فيذكرَ كلٌّ منْ هواهُ نصيبا |
تعالَ أطارحكَ الأحاديثَ في الهوى |
شعر يا صاحبي لنسيب عريضة:
ربع المُروءةِ والوفا |
يا صاحبيَّ لقد غفا |
ومعَ القلوبِ بها قِفا |
عُوجا على أطلالِهِ |
آيَ الوَداعِ وطوِّفا |
وتأمّلا ثم اتلُوَا |
قد صارَ قاعاً صَفصَفا |
لِلّه صَرحٌ شامخٌ |
من أساطيرِ الخَفا |
لم يَبقَ منهُ غيرُ ذكرٍ |
فتأسَّفا |
|
زَمَنُ النَبالةِ والكَرَم |
يا صاحبَيّ لقد مضى |
بالإباءِ وبالشيَم |
أيامَ كان المرءُ يُعرَفُ |
من مَحامِدَ أو كَرَم |
وبما أتاهُ للمعالي |
عن الشَهامةِ والشَمَم |
وأرى الوَرى لا يسألونَ |
ولو جَمَعتَ بِسفكِ دم |
بل يَسألونك كم جمعتَ |
ما أسخَفا |
|
بدءَ الحديثِ وفصلَهُ |
كم أصبحت عند الورى |
والمالُ يغفِر جَهلَهُ |
كم جاهلٍ حازَ الغِنى |
والمالُ يَستُرُ فِعلَهُ |
والمالُ يُعلي فَرعَهُ |
والحَرامَ أَحلَّهُ |
والمالُ يمحو كلَّ ذَنبٍ |
فمَن له يُعطى لهُ |
واذا أرادَ المُستَزِيدَ |
مَن ذا اكتَفى |
|
ما قَرأنا في الكُتُب |
يا صاحِبَيَّ أليسَ حقّاً |
أجوادِ ساداتِ العَرَب |
عن جابري العَثَراتِ عن |
كعبِ بن مامةَ في الحِقَب |
عن حاتِمٍ عن مَعَن عن |
الباذِلِينَ بِلا طَلَب |
والقائلينَ الفاعلِينَ |
نَسلاً فيَعرفَ ما وَجب |
عَجَباً أَلم يُبقُوا لهم |
وفاتنا العصرُ الأغَرّ |
أكذا تَغَيَّرتِ العُصُورُ |
عن بَقايا ما انَدَثَر |
أكذا على الأطلالِ نبحثُ |
أما بقى منه أثَر |
أكذا عَفا الصَرح القديمُ |
في مَساخِرِ مَن سَخر |
أكذا رداءُ المَجدِ يُمسي |
وقِفا على طَلَلِ العِبَر |
يا صاحبَيَّ تَرأفا |
|
وتلهَّفا |
شعر يا صاحبي لعنترة بن شداد:
ودَعِ المنازِلَ تشْتكي طولَ البِلى |
يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا |
أمْضَى إذا حقّ اللّقاءُ وأفْضلا |
وَاشْكُ إلى حَدّ الحُسامِ فإنه |
أوْ عنْدها خبرٌ بأَنكَ مُبْتلى |
منْ أين تدري الدَّارُ انكَ عاشقٌ |
إلاّ السّنانُ إذا الخليلُ تبدَّلا |
والله ما يمْضي رسُولاً صادقاً |
لو لمْ يذقْ مني المرارة َ ماحلا |
ولقد عَرَكْتُ الدَّهرَ حتى إنهُ |
دارتْ بها في الغابِ غربانُ الفلا |
وكذا سباعُ البرِّ لولا شرُّها |
إنْ كُنُتُما عنْ أرضِ عبْسٍ تَعْدِلا |
فَتَحَمَّلا يا صاحبيَّ رسالتي |
خطُّ المشيبِ على شبابي ما علا |
قولا لقيسٍ والرَّبيعِ بأنني |
قسماً وحقِّ أبي قبيسَ تزلزلا |
بل لو صدمتُ بهمَّتي جبلي حرى |
ما سُقتَ نحو دِيار عنْترَ جَحْفلا |
لو لم تكُنْ يا قيسُ غرَّك جاهلٌ |
ما كان آخرُهُ يلاقي الأَوَّلا |
والله لو شاهدْتَهُ ورأيْتهُ |
وأبوك أعرفهُ أجلَّ وأفضلا |
يا قيسُ أنت تَعُدُّ نفسكَ سيداً |
إنْ كنت مَّمنْ عقلهُ قد أكملا |
فأتبعْ مكارمهُ ولا تذري به |
وتريكَ يوماً نارهُ لا تصطلا |
فاحذَرْ فزارَة قبل تَطْلُبُ ثأرَها |
وبنو فزارة قصْدُها أنْ تغفلا |
فَدِما بني بدْرٍ عليكَ قديمة |
إلا النوائحَ صارخاتٍ في الفلا |
والله ما خلَّيتُ في أوطانهم |
مراجع: