شعر قصير حزين
تتعدّد أسباب الحزن ولا تقتصر على الحزن الناتج عن فراق الحبيب، فقد يكون لأسباب وطنية، أو شخصية أو لفقدان الأب أو الصديق، واخترنا لكم هنا شعراً قصيراً حزيناً رائعاً للغاية.
المحتويات:
شعر قصير حزين لفاروق جويدة:
غنائي الحزين.. |
ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟ |
وماذا سأفعل.. |
قلبي حزين |
زماني حزين |
وجدران بيتي |
تقاطيع وجهي.. |
بكائي وضحكي |
حزين حزين؟ |
* * * |
أتيت إليكم.. |
وما كنت أعرف معنى الغناء |
وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم.. |
وحلقت بالحلم فوق السماء.. |
حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا |
وما جئت أصرخ بالمعجزات |
وما كنت فيكم رسولاً نبيا |
فكل الذي كان عندي غناء |
وما كنت أحمل سراً خفيا |
وصدقتموني.. |
فماذا سأفعل يا أصدقاء |
إذا كان صوتي توارى بعيداً |
وقد كان صوتا عنيدا قويا؟ |
إذا كان حلمي أضحى خيالاً |
يطوف ويسقط في مقلتيا؟ |
وصار غنائي حزيناً.. حزين |
* * * |
لقد كنت أعرف أني غريب |
وأن زماني زمان عجيب |
وأني سأحفر نهراً صغيراً وأغرق فيه |
وأني سأنشد لحناً جميلا |
وأدرك أني أغني لنفسي |
وأني سأغرس حلماً كبيرا |
ويرحل عني.. وأشقى بيأسي.. |
فماذا سأفعل يا أصدقاء؟ |
أتيت إليكم بلحن جريح |
لأن زماني.. زمان قبيح |
فجدران بيتي دمار.. وريح |
وبين الجوانح قلب ذبيح |
فحيح الأفاعي يحاصر بيتي |
ويعبث في الصمت صوت كريه |
إذا راح عمر قبيح السمات |
رأينا له كل يوم شبيه |
وفئران بيتي صارت أسودا |
فتأكل كل طعام الصغار |
وتسرق عمري.. وتعبث فيه |
* * * |
أنام وفي العين ثقب كبير |
فأوهم نفسي بأني أنام |
وأصحو وفي القلب خوف عميق |
فأمضغ في الصمت بعض الكلام |
أقول لنفسي كلاما كثيرا |
وأسمع نفسي.. |
وألمح في الليل شيئا مخيفا |
يطوف برأسي |
ويخنق صوتي.. |
ويسقط في الصمت كل الكلام |
* * * |
فلا تسأموني |
إذا جاء صوتي كنهر الدموع |
فما زلت أنثر في الليل وحدي |
بقايا الشموع |
إذا لاح ضوء مضيت إليه |
فيجري بعيدا.. ويهرب مني |
وأسقط في الأرض أغفو قليلا |
وأرفع رأسي.. وأفتح عيني |
فيبدو مع الأفق ضوء بعيد |
فأجري إليه.. |
وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري.. |
حزين غنائي |
ولكن حلمي عنيد.. عنيد |
فما زلت أعرف ماذا أريد |
ما زلت أعرف ماذا أريد |
لا شيء يجديكَ، |
يا أيها المُستَفَزُّ بكل التفاصيل، |
فاجمع خيوط التضاريسِ، |
. |
. |
وارحلْ |
وخذ حفنةً من شآبيب ضوئكَ، |
تبصرْ بها كلّ ما في السماءِ من الغيبِ، |
واتبع خطوط يديكَ فقط!، |
ستهديكَ خيراً من الأمنياتِ الكفيفةِ، |
والحُلُمِ الخشبيّ المعطّلْ |
واكْتب لأمكَ: |
"يا أمّ.. ما زال في الظهر بعض الكلام الرشيق، |
وفي القلب سطران لم يُكتبا بعدُ، |
لكن بلادي تجوعُ، |
وسنبلتي موقفٌ.. لا يُؤجَّلْ ! |
وعنديْ مآذنُ تخرج من فتحة الصدر طوعاً، |
وعنديَ منطقةٌ لا يُراهِنُ قومي على خصبها، |
وفي كلماتي.. |
قوافلُ حاجٍّ أخيرٍ |
تململ في حجه.. |
وتعجّلْ"! |
2 |
يُحبُّكَ ربكَ حين تمدُّ يديكَ رحيلاً، |
وتُعْلنُ بين البيوتِ القديمة |
حكمته في احتسابِ المسافاتِ بين الحقائقِ، |
حتى تظلّ الحوانيتُ مفتوحةً.. للصلاةِ، |
وتبقى الحكاياتُ.. أطولْ |
يحبكَ جداً.. |
إذا ما رآك تُرتب مثل الحقائبِ |
كلَّ البكاء الذي يتناسلُ في سفح قلبكَ، |
جيلاً.. فجيلْ |
وحين تغرفُ كل قبائل حزنكَ |
من بعد ذلك، |
في دفتر واحدٍ للرحيلْ..! |
يحبكِ حين تغني: وداعاً.. |
بحنجرة الأنبياءِ، |
وحين تلوِّحُ من خلفِ ظهركَ عياً، |
كأنك تعرف أن المدينة لن تتداعى، |
ولن تتحمّلْ |
لماذا ستشتاقُ؟، |
حتى دماؤك كانت تضخ جنوباً، |
وحتى يمينكَ كانت تعد الثقوبَ |
وتحفر في رئتيكَ.. كمعولْ |
ولا شيء في الخلفِ |
إلا رميمُ الشيوخ الثقاتِ، |
جنون الملوكِ، |
وخردلةٌ من نُعاسٍ، |
و.. |
دُمّلْ ! |
شعر قصير حزين لتميم البرغوثي:
نفسي الفداء لكل منتصر حزين |
قتل الذين يحبهم، |
إذ كان يحمي الآخرين |
. |
يحمي بشبرٍ تحت كعبيه اتزان العقل |
معنى العدل في الدنيا على إطلاقه |
يحمي البرايا أجمعين |
حتى مماليك البلاد القاعدين |
والحرب واعظة تنادينا |
لقد سلم المقاتل |
والذين بدورهم قتلوا |
نعم هذا قضاء الله لكن |
ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين |
نفسي فداء للرجال ملثمين |
إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى |
مثل تاريخ هنا يملي فيتلى |
حاصرونا كيفما شئتم |
فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار |
نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار |
حيث الصباح غدا هنا يهرب من يد ليد |
بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين |
نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول |
ألف أفعى بيضاء نحو الأرض تسعى |
والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم |
فنرفع الأيدي لنعدل ميلها، |
وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين |
يا أهل غزة ما عليكم بعدها |
والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين |
. |
نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين |
أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب |
حتى لا يمر مجند من تحته |
ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة: |
"لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي |
وتلك نبوءة |
قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين |
هذي بلاد الشام |
كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى |
ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين |
قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم |
فالظل يأنف أن تمروا تحته |
والأرض تأنف أن تمروا فوقها |
والله سماكم قديماً في بلادي عابرين. |
مراجع:
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=81141
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=65358
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=67593