ألمانيا تحتفل بسحر الأعياد: تجربة شتوية لا تُنسى للمسافرين العرب

مع اقتراب موسم الشتاء، يدعو المكتب الوطني الألماني للسياحة المسافرين إلى اكتشاف سحر أسواق الأعياد الألمانية، حيث يمتزج التراث العريق بالحرف اليدوية والاحتفالات العصرية. من البلدات التاريخية التي تضيئها الشموع وتستحضر أجواء العصور الوسطى، إلى المدن العالمية النابضة بالحياة بالموسيقى والفنون، يقدم موسم الأعياد لعام 2025 رحلة شاملة عبر قرون من الإبداع والبهجة.

تُعتبر أسواق الأعياد في ألمانيا أحد أعرق التقاليد، وتعكس الجوهر الثقافي للبلاد. كل سوق يقدم تجربة فريدة، تجمع بين التاريخ والابتكار، ما يتيح للزوّار العرب اختبار الضيافة الألمانية في أبهى صورها. سواء كان الهدف رحلة رومانسية وسط أجواء الشتاء، مغامرة عائلية، أو تجربة ثقافية، فإن الأسواق الألمانية تمنح الجميع لحظات دافئة ومفعمة بالفرح.

في روتنبرغ أوب دير تاوبر، يحوّل سوق رايترلسماركت الشوارع المرصوفة بالحصى إلى مشهد ساحر من قصص الخيال، مع "واجهات الأعياد" المضيئة ليلاً. أما درسدن، فتستقبل زوارها في أقدم أسواق الأعياد منذ عام 1434، حيث يزين الهرم الخشبي الضخم بالزخارف الاحتفالية وتُعرض الحرف الخشبية التقليدية، إلى جانب كعكة ستولن الشهيرة عالميًا.

جنوباً، يقدم سوق كريستكيندليسماركت في نوريمبرغ أجواء دافئة بروائح المكسرات والزنجبيل، مع سوق للأطفال يوفر فعاليات ممتعة للعائلات. وفي لايبزيغ، يدمج السوق بين أكثر من 500 عام من التاريخ ووسائل جذب متنوعة، مثل القرية الفنلندية وغابة الجنيات وعجلة فيريس التي تطل على ساحة أوغسطس. أما في الغابة السوداء، فيقدّم سوق مضيق رافينا تجربة ساحرة تحت جسر شاهق محاط بالفوانيس والمشاهد الطبيعية الخلابة.

لا تقتصر الاحتفالات على المدن الصغيرة، بل تضيف المدن الكبرى لمسات معاصرة على هذا التقليد الشعبي. ففي برلين، يتحوّل مهرجان "فاينه ناختسزاوبر" إلى قرية شتوية نابضة بالحياة، بينما تتزين ميونخ بسوق كريستكيندلماركت تحت شجرة مضاءة بطول 25 مترًا. وفي كولونيا، يلمع سوق الكاتدرائية بأحد أطول أشجار الكريسماس، مع عروض مستدامة وهدايا محلية الصنع، فيما تقدم هامبورغ رحلة بحرية ممتعة للعائلات من خلال زلاجة "سانتا الطائر".

ولأولئك القادمين من العالم العربي، توفر المدن الألمانية خيارات متعددة للطعام الحلال، والفنادق الملائمة للعائلات، وغرف الصلاة، ما يضمن تجربة إقامة مريحة ومميزة. كما تؤكد يامينا صوفو، مديرة التسويق والمبيعات للمكتب الوطني الألماني للسياحة في الخليج، أن الأسواق الميلادية تعكس تنوع البلاد وتجمع بين التقليد والابتكار، مقدمين تجربة لا تُنسى مليئة بالدفء والثقافة والفرح.