رائدة الأعمال جيرالدين لابوري لنواعم: الاستمرارية هي المفتاح

رائدة الأعمال جيرالدين لابوري لنواعم: الاستمرارية هي المفتاح

Norah Naji by 16 Hours Ago

جيرالدين لابوري مستشارة الموضة الإسبانية ورائدة الأعمال والمؤسس المشارك لمعرض براند بوستر

مع 20 عامًا من الخبرة في مجال الموضة والفخامة (في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا).

أسست معرض براند بوستر مع شريكها ياسر البير عام 2023. التقيناها في هذه المقابلة التالية:

 

هل يمكنك إخبارنا عن بداياتك في عالم الموضة؟ كيف بدأت رحلتك؟

بدأت مسيرتي المهنية في قطاع الجمال، حيث عملت مع مجموعة LVMH في ألمانيا، ثم انتقلت إلى باريس للانضمام إلى عطور ديور. لكن في داخلي، كنت أعلم دائمًا أنني أرغب في الانتقال إلى عالم الموضة، فقد كانت من شغفي الحقيقي.

سنحت لي الفرصة عندما انضممت إلى مجموعة زانييه (التي تُعرف الآن باسم Kidiliz Group)، الرائدة في أزياء الأطفال، كمديرة حسابات رئيسية ومبيعات الجملة.

وفي عام 2007، اتخذت خطوة كبيرة بالانتقال إلى دبي للعمل مع مجموعة شلهوب، وكانت من أكثر الفصول المهنية إثراءً في حياتي.

كان السوق حينها لا يزال في طور التطور، وقد أتيحت لي الفرصة للمساهمة في تشكيله، من خلال افتتاح المتاجر في مختلف أنحاء المنطقة وبناء العمليات من الصفر.

كانت فترة مليئة بالنمو والتحديات والطاقة المذهلة، ولكن ما جعلها مميزة حقًا هو الأشخاص الذين عملت معهم، فقد بنيت علاقات دائمة، ولا يزال الكثير منهم أصدقاء مقربين وشركاء موثوقين حتى اليوم.

 

بعد 20 عاماً في هذا المجال، ما كانت نقطة التحول في مسيرتك المهنية؟

بعد 20 عاماً من العمل مع شركات كبرى في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، جاءت نقطة التحول حين قررت أن أسلك طريق ريادة الأعمال.

واليوم، أعيش في إسبانيا حيث أطلقت شركتي الخاصة وأصبحت الشريكة المؤسسة لمعرض Brand Booster، وهي منصة ومعرض مخصص لدعم مصممي الأزياء الموهوبين والناشئين ليسمح لهم بالدخول في عالم الأزياء.

كان دافعي واضحاً: أردت أن أساعد العلامات التجارية على نيل الظهور الذي تستحقه على المستوى العالمي. وبعد سنوات من الخبرة، رأيت التحديات التي يواجهها المصممون الناشئون، وشعرت بالحاجة إلى خلق مساحة تمكنهم من النمو والنجاح عالمياً.

 

كامرأة في قطاع الموضة والرفاهية، ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته؟

أحد أكبر التحديات التي واجهتها كامرأة في هذا القطاع هو التوفيق بين السفر المتكرر والحياة العائلية.

يتطلب عالم الموضة حضورًا عالميًا، من خلال السفر الدائم لحضور العروض والاجتماعات وزيارات الأسواق.

وعلى الرغم من أنه مجال ملهم ومليء بالحيوية، فإن إيجاد توازن بين الالتزامات المهنية والحياة الشخصية تطلب قوة كبيرة وتخطيطاً مستمراً ودعماً ثابتاً

هي معادلة دائمة، لكنها ساهمت في تشكيل مرونتي ونظرتي للحياة.

 

برأيك، ما هي العناصر الأساسية لبناء علامة أزياء ناجحة ومستدامة؟

في رأيي، تبدأ العناصر الأساسية بعلامة تجارية ذات هوية واضحة يجب أن تعرف من أنت، وما الذي تمثله، وما الذي يميزك.

ثم تأتي أهمية بناء أساس قوي من تطوير المنتج وسلسلة التوريد إلى التسعير وتحديد الموقع في السوق.

بدون هذا الأساس، يصعب التوسع أو تحقيق نمو مستدام.

وفوق كل ذلك، الاستمرارية هي المفتاح سواء في التوجه الإبداعي أو الاستراتيجية التجارية، يجب الحفاظ على القيم الأصلية للعلامة مع التطور المستمر لمواكبة السوق.

 

كيف تساهمين اليوم في تعزيز حضور العلامات التجارية في الأسواق سريعة التغير؟

من خلال براند بوستر قمنا خلال العامين الماضيين بتدريب أكثر من 300 مصمم أزياء عبر ورش عمل متخصصة، حيث شاركنا خبراتنا واستضفنا خبراء من صناعة الأزياء.

هذا خلق فرصًا للربط والتواصل مع الأسواق، كما ساهم في فتح قنوات بيع جديدة.

اليوم، العديد من العلامات التي شاركت في برنامجنا موجودة في متاجر مرموقة في المنطقة وعبر الإنترنت.

أنا أؤمن بقوة العلاقات الإنسانية.

 

ما رأيك في ذوق المرأة العربية في الأزياء؟ وكيف ترين تطوره عبر السنوات؟

المرأة العربية تدمج ببراعة بين التقاليد والابتكار. على مر السنين، شهدت تطورًا مذهلًا.

في عام 2007، كانت مدن مثل دبي تُعتبر متابعًا للموضة، تستوحي من الصيحات العالمية.

أما اليوم، فهي تصنع الصيحات!

المرأة العربية باتت في طليعة المشهد: جريئة، معبرة، وأصيلة بلا اعتذار.

وما يثير الحماسة هو الكم الهائل من المواهب الكامنة في المنطقة—مصممون، منسقو أزياء، ومبدعون يقدّمون رؤى جديدة تمزج بين التراث الثقافي والأسلوب المعاصر.

لم يعد الأمر مجرد ارتداء الرفاهية، بل خلقها وإعادة تعريفها وامتلاكها.

 

 هل تعتقدين أن العلامات العالمية بدأت أخيرًا في فهم ثقافة وتفضيلات المستهلك العربي؟

بالتأكيد—يكفي أن ننظر إلى ما يحدث حاليًا.

العلامات العالمية الفاخرة باتت تدرك أهمية ثقافة المستهلك العربي.

كبسولات رمضان أصبحت جزءًا أساسيًا من مجموعاتهم، ولم تعد فكرة هامشية.

هذا التحول يعكس *فهمًا أعمق واحترامًا أكبر* لتقاليد المنطقة ونمط حياتها وقوتها الشرائية. لم يعد خيارًا بل ضرورة.

 

ما هي نصيحتك لأي امرأة تطمح لدخول عالم الأزياء أو إطلاق علامتها الخاصة؟

نصيحتي أن تبدأ بأساس قوي ومدروس.

خذي الوقت لتحليل السوق بعمق—افهمي جمهورك، ادرسي منافسيك، وقومي بعملية مقارنة شاملة (benchmarking).

هذه من أهم الخطوات.

عندها فقط يمكنك تحديد ما الذي يميز علامتك وما القيمة التي تضيفينها للسوق.

الشغف مهم، لكن مزجه مع استراتيجية واضحة، وبحث دقيق، ورؤية متماسكة هو ما يصنع الفرق بين النجاح والفشل.

 

هل تعتقدين أن النساء اليوم أكثر قدرة على إثبات أنفسهن كرائدات في مجال الموضة؟

نعم، هناك تحول كبير في الذهنية، النساء لم يعدن ينتظرن الإذن.

هنّ من يتقدّمن الصفوف، يقُدن الشركات، ويُعدن تشكيل الصناعة بالإبداع، والمرونة، والهدف.

عالم الموضة بدأ يعترف أخيرًا بأن *القيادة النسائية ليست فقط مهمة، بل ضرورية.*

 

 من هي أيقونتك المفضلة في عالم الموضة؟

فانيسا باراديس، الممثلة والمغنية وعارضة الأزياء الفرنسية، تتمتع بأسلوب طبيعي وعفوي يُجسد الأناقة الفرنسية.

تمزج بين الطابع الكلاسيكي، البوهيمي، والروك بأسلوب شخصي وأصيل.

هي دائمًا أنيقة دون جهد، وارتباطها الطويل مع شانيل وأسلوبها الفريد جعلها بالفعل أيقونة في عالم الموضة.

 

 ما القطعة الوحيدة في خزانتك التي لا يمكنك الاستغناء عنها؟

القطعة التي لا يمكنني الاستغناء عنها هي سترة توم فورد المخملية السوداء

إنها قطعة أساسية كلاسيكية، أنيقة، ومتعددة الاستخدامات.

ترافقني من النهار حتى المساء بكل ثقة وأناقة.

 

 ما الذي يميز معرض Brand Booster عن غيره من فعاليات الموضة؟

ما يميز معرض Brand Booster هو تركيزه الواضح على نموذج B2B من شركة إلى شركة.

نحن متخصصون في ربط المشترين الإقليميين بالمصممين الموهوبين من الخليج، بالإضافة إلى علامات عالمية تسعى لدخول سوق الشرق الأوسط.

هدفنا خلق فرص تجارية حقيقية وفتح قنوات جديدة للنمو، فنحن نؤمن أن الإبداع في المنطقة يستحق اهتمامًا عالميًا أكبر ونحن هنا لتسليط الضوء عليه.

 

 كيف وُلدت فكرة هذا المعرض؟ وما الرسالة الأساسية التي يسعى لتوصيلها؟

وُلدت الفكرة حين لاحظ شريكي في العمل ياسر البير وهو من خلفية صناعية في النسيج وجود فجوة في السوق.

رغم نجاحه في توفير الحلول الإنتاجية، لم يكن هناك مساحة مخصصة لمساعدة المصممين في عرض وبيع علاماتهم على المستوى الإقليمي.

تعارفنا بالصدفة وبدأنا في التفكير بإنشاء معرض تجاري يجمع المشترين من مختلف أنحاء المنطقة لاكتشاف المواهب المحلية.

بصفتي مشتريًا سابقًا، كنت أضطر للسفر إلى باريس وميلانو ونيويورك للبحث عن مصممين من منطقتنا، لأنه لم يكن هناك أي فعالية محلية مشابهة.

أدركنا سريعًا أن هذا المنصة يمكن أن ترفع من مكانة المصممين الناشئين، وتساعد العلامات الراسخة على التوسع في المنطقة.

رسالتنا واضحة: ربط الإبداع بالفرص وبناء نظام بيئي أقوى وأكثر شمولًا في صناعة الموضة.

 

 لماذا من المهم جمع المصممين الموهوبين والمشترين المحترفين تحت سقف واحد؟

لأن هذا هو جوهر أي معرض تجاري ناجح حيث يلتقي الإبداع بالتجارة.

نؤمن بنموذج B2B لأنه يُحدث تأثيرًا حقيقيًا ويفتح أبوابًا للنمو من خلال شراكات استراتيجية.

المساحة الاحترافية والمنظمة تبني الثقة، وتعزز من الرؤية، وتُشجع الحوار.

ليس الهدف فقط عرض المجموعات، بل بناء علاقات وتحويل الموهبة إلى عمل مستدام.

 

كيف ترين أن هذا المعرض يدعم ويسلط الضوء على علامات الأزياء الناشئة؟

يُعد هذا المعرض منصة انطلاق للعلامات الناشئة.

نوفر لهم مساحة احترافية لعرض مجموعاتهم أمام الجمهور المناسب سواء المشترين، الإعلام، أو العاملين في القطاع.

نمنحهم الرؤية والمصداقية، والأهم من ذلك: الوصول

من خلال وضعهم إلى جانب علامات معروفة، نرفع من مكانتهم ونساعدهم على نيل التقدير.

كما نقدم لهم الإرشاد وفرص التواصل والخبرة المهنية لدعم نموهم بعد المعرض أيضًا.

هدفنا هو تسليط الضوء على المواهب الجديدة وتحويل الرؤية الإبداعية إلى نجاح تجاري.

إضافة التعليقات

.