لم يخيب المصمم إيلي صعب آمالنا في أي جانب من جوانب مجموعته الجديدة من الملابس الهوت كوتور التي قدمها أمس ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس. فقد رأينا فساتينه المطرزة بدرجات مختلفة بالخرز والترتر والتفاصيل المميزة في كل تصميم أطلقه على ممشى عرض الأزياء. من موسم الى آخر، يأتي التنوع من خلال لوحة الألوان، التي أتت هذه المرة بتدرجات لونية من الذهبي المستوحى من أعماله في التسعينيات. تلك الحقبة المطبوعة بغنى المشغولات الحرفية المظلّلة بالذهب وفخامتها، والتي ميّزت أزياء صعب الراقية وصنعت بصمته الخاصّة في تاريخ الموضة العالمية المعاصرة. ٢٥ عاماً لها نكهة مهنية مختلفة، ومكانة متميّزة في حياته الشخصية، إذ احتفل قبل أيام بالذكرى الـ٢٥ لزواجه من كلودين. مناسبتان تركتا في نفس صعب انطباعاً خاصاً، ولّد هذه المجموعة.
بخيوط من الذهب الفاخر المشغول بدقّة وحرفية عالية، نسجَ المصمّم المبدع إيلي صعب مجموعته الراقية، التي تميّزت هذا الموسم عن سابقاتها باللمسات الخفيفة التي استخدمها بالتطريز وأجواء أكثر براءة من الإبهار الصارخ الذي عودنا عليه. المجموعة رحلة في القصور البيزنطية الراقية حيث يتألّق اللون الذهبي ويسطع بريقه في الزوايا، فيبهر العيون ويخطف الأنظار. المنصّة نفسها قصر بيزنطي معاصر مزيّن بالذهب، تختال فيه الحرائر والشيفون والكريب والتول والدانتيل المطرّز فوقه زخرفة ثلاثية الأبعاد، باللون الأبيض وتدرجاته المختلفة والزهري الذهبي والأخضر الرمادي والبورغندي والأخضر العميق والأسود المعتّق... فساتين بقصّات هندسية متجدّدة وخطوط ملكية وبطول فساتين الباليه وخفّتها. لوحة غنيّة شديدة اللمعان.
أرسل إيلي عارضاته على مدرج عرض الأزياء بفساتين تليق بمختلف أميرات ديزني، من الأميرة آنا الى تصاميم ذات حجم كبير مثالية لسندريلا. وقد استمر المصمم على مسار تقديم خيارات كثيرة لنجمات السجادة الحمراء، ليملكن خيارات عديدة من الفساتين لمختلف المناسبات الهامة والفاخرة، التي زينت بالتطريز وعناصر اللماعية والقصات الأثيرية والتصاميم المثالية. ولكن خلف ذلك، إنها تتضمن أيضاً حساً عالياً من الرومانسية تجعلك تهيمين عشقاً في مختلف جوانبها.
وبرغم المجوهرات الذهبية الثقيلة والتطريزات ذات الأنماط البيزنطية، والأكمام المنتفخة أحياناً المفعمة بالشباب الى التفاصيل من فرو المنك والتنانير ذات الأحجام الكبيرة، الى جانب التدرجات الناعمة من الزهري والأزرق والأخضر، تختصر هذه المجموعة كل امرأة فاشنيستا وأيقونة موضة من مختلف أقطار العالم. ومع تقدم العرض، تحولت اللوكات الى الألوان الأكثر قتامة مع فساتين سهرة سوداء مطرزة بالذهبي الى الخمري والأخضر العميق، الى جانب التصاميم ذات نقوش الأزهار الضخمة. بعض من الفساتين الأخيرة جاءت كبيرة للغاية لدرجة أن الممشى لم يكد يتسع لها.
ويكتمل المشهد البرّاق بالتيجان وزينة الرأس الذهبية المورقة والأساور الملتفّة وحقائب اليد المشغولة بالأغصان والأوراق، قطع فاخرة تتماهى بالإطلالات والفساتين فتزيدها فخامةً. هذا وقد حضرت العرض بيترا نيمكوفا التي لم تتوقف عن أخذ صور السيلفي لنفسها، الى جانب اللبنانية إليسا التي بدّلت فستانين من توقيع المصمم.
الاحتفالية المهنية تكتمل بلفتة خاصّة، جسّدها إيلي صعب بفستان عرس هو تحيّة لزوجته كلودين، ملهمته ومصدر إبداعه، والتي كانت قد ارتدت في زواجهما في الرابع من تموز ١٩٩٠، فستاناً ذهبياً من تصميم صعب نفسه.