على الرغم من أننا ما زلنا في اليوم الأول من أسبوع باريس للموضة، استحق عرض سان لوران بالفعل لقب العرض صاحب الموقع الأجمل على الإطلاق، الموقع الذي جعلنا نفهم معنى الملحوظة المكتوبة في بطاقة الدعوة، وهي مطالبة المدعوّين بضرورة الحضور قبل 15 دقيقة من بداية العرض، التي لم يتضح معناها للجميع إلا عندما ارتفعت عصيّ السيلفي في الفضاء، لنفهم أن القيّمين على العرض توقعوا إغراء المكان العظيم لكل الموجودين، وأنهم لن يقاوموا التقاط صورهم فيه، فنصحوهم بالمجيء مبكراً، حتى لا يؤخروا العارضات أو يشتتوهن.
تحيّة إلى بيير بيرغي
لقد أقيم العرض في Trocadero، وجهة سياحية شعبية تحت قصر شايلو مع إطلالة مذهلة على برج إيفل المتألق. وقد جلس الحاضرون على مقاعد في الهواء الطلق، مع لوحات تحمل عبارات من خطاب كتبه بيير بيرغي المؤسس المشارك لسان لوران إلى المصمّم الراحل بعد عام ونصف من وفاته، تُوفي بيرغي في وقت سابق من سبتمبر الحالي، وحتى لو لم يكن المقصود من هذه المجموعة أن تكون تحيّة لإرثه في العلامة الفاخرة، تكفي الخلفية الرائعة وهذه اللفتة الرقيقة من المقولات تحيّة جميلة يستحقها كثيراً.
تصاميم درامية وعروس غريبة
انقسم العرض إلى قسمين، النصف الأول بدا أكثر ميلاً للتصاميم البوهيمية، التي تحمل توقيع أنطوني فاكاريلو المعروف، للمرأة المثيرة، الجاهزة للاحتفال، فساتين من جلود الروك الأنيقة، بالبريق المتوهّج، ثم القطع الكاجوال بما في ذلك البلوزات الحريرية وفساتين الـShirtdress القصيرة، مع الفتحات الواسعة على الصدر، والتوبات بالأكمام الطويلة، والشورت القصير، والبلايزر الأنيقة، كما ظهرت التصاميم البوهيمية، مثل التوبات من الكروشيه، مع الزهور النافرة، وفساتين الدانتيل.
أحببنا أيضاً السراويل العالية، والأحزمة العريضة من المخمل، بينما ذكرتنا الصنادل المزيّنة بالريش على الجانبين بأجنحة هيرميس إله الأوليمب، وصولاً إلى البوتات العالية الرقبة من جلد الغزال أو المزيّنة كاملاً بالريش.
انتهى هذا الجزء من العرض بالعروس الغريبة التي ارتدت فستاناً أبيض قصيراً منتفخاً، مع الطرحة القصيرة والبوت الأسود المزيّن بالريش.
إعادة تعريف الفستان الأسود القصير
في النصف الثاني من العرض، أعاد فاكاريلو تعريف الفستان الأسود القصير، بتصاميمه المبتكرة للفساتين السوداء المنتفخة، والمزيّنة كاملاً بالريش، مع الكشاكش الضخمة، والمنحنيات الكبيرة، والسترات الغريبة من الفرو، لقد كانت معظمها فساتين مسائية للسهرات، يتحكم فيها الحجم والملمس، مع التطاريز اللامعة من الترتر والخرز، مع التوبات أو التنانير من الجلد والتول، كان المخمل وجلد الغزال، وطبعات جلد الفهد والحمار الوحشي وفيرة كالمعتاد، كما جاءت إحدى السترات الختامية مطرّزة مع نمط برج إيفل.
بالتأكيد، تتطور تصاميم سان لوران موسماً عن موسم في السنوات القليلة الماضية، وهي لا تزال وستظل دوماً واحدة من أهم العلامات وأكثرها شعبية وفخراً لصناعة الأزياء الباريسية.