قبل موعد عرض علامة ألكسندر ماكوين لربيع 2018، في أسبوع باريس للموضة، كانت الأخبار كلها تدور حول حادث لاس فيغاس، الذي لقي فيه أكثر من خمسين شخصاً مصرعهم وأصيب المئات، بعد أن هاجمهم مسلح دون أسباب معلنة، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ذكرى أحداث 11 سبتمبر التي صادفت أيضاً أسبوع باريس للموضة عام 2001، ولكن العرض كان يجب أن يستمر، برغم الجوّ العام من عدم الارتياح.
وفي الكواليس، تحدثت سارة بورتون المديرة الإبداعية للعلامة، قبل عرضها، عن رغبتها في تقديم مجموعة متفائلة، وهي فكرة أعرب عنها عدد كبير من المصممين هذا الموسم. "الكثير من الأشياء الرهيبة تحدث في العالم. علينا أن نحتفل بالناس والأزياء والإبداع ". وأضافت: "أردت الاحتفال بالجمال والأنوثة. كنت أريد تقديم مجموعة متفائلة تتحدّى الأحداث المؤسفة".
وهذا ما فعلته، لقد صمّمت برتون مجموعتها المستوحاة من الحدائق الإنجليزية، وتحديداً الحدائق في ديكستر العظمى. بعد أن زارتها هي وفريقها وسحرهم جمال الزهور وفكرة تأثير الطبيعة عموماً، المطر، الشمس، التغييرات المناخية... حافظت بورتون على إرث العلامة لكن بطريقة متجدّدة وعصرية، بقطع فخمة والأهم أنيقة أناقة خالدة تجعل من المستحيل التفريط فيها.
استوحيت بعض التصاميم من الطابع الفيكتوري، بلمسات من أناقة الخمسينيات، قصّات منمّقة مع التطاريز الرائعة، بدت العارضات مثل الزهور، بالفساتين الزاهية، والكشاكش الأنثوية الكثيفة التي جعلت الفساتين تبدو كأنها مفككة بفعل الشمس، والريش الناعم الذي غطى الفساتين الشفافة، مع التوبات المطرزة على التنانير من طبقات الشيفون المطبوع.
لفتتنا معاطف الترينش المتنوّعة بأشكالها اللافتة مع التطاريز بالورود النافرة أو التفاصيل الدقيقة، كذلك الكنزات الثقيلة المزيّنة بالسحابات المعدنية، والفساتين الجلدية المختلفة، وسترات الدنيم، والبذلات الرجالية باللون الواحد.
أما في نهاية العرض، فظهرت الفساتين المطبوعة بالقصات الأميرية الواسعة، والفساتين الطويلة بالأكمام المبتكرة، بخامتي الشيفون الشفاف والحرير المعتم.
لقد نسجت بورتون كل شيء في تشكيلة مثيرة للاهتمام غير مألوفة، من الملابس الجميلة التي استفادت فيها من ثروات الماضي لخلق شيء جديد.