يمكن أن يمر الأطفال بأنواع مختلفة من الحزن والخسارة، مثل الانتقال إلى بلد جديد، أو  طلاق الوالدين، أو وفاة أحد أفراد الأسرة.

وحزن الأطفال يختلف عن حزن البالغين، أو بالأحرى طرق تعبير الأطفال عن الحزن مختلفة، فأحياناً كثيرة لا تكون واضحة ومباشرة، خاصة لدى الأطفال الأصغر سناً.

ولأننا كأمهات مسؤولات عن التعامل مع حزن أطفالنا، ومساعدتهم على تخطي هذه المشاعر القاسية، علينا أن نعلم كيفية تمييز مشاعر الحزن عندهم، وهذا عبر معرفة طرق تعبيرهم عن هذه المشاعر.. في السطور التالية تتعرفين إلى طرق تعبير الطفل عن حزنه، وكيفية التعامل معه..

1- أسئلة مستمرة

لا يفهم الأطفال الصغار، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، مشاعر الحزن والفقد، فقط يشعر الطفل بالاحتياج إلى الأمان والاطمئنان، ويستمد هذا الأمان من إجاباتك عن أسئلته المتكررة بشأن الأمر، وقد يحتاج إلى مواصلة الأسئلة والحديث باستمرار لفترة طويلة بشأن خسارته حتى يتمكّن من معالجة مشاعره.

كيفية التعامل: تحلّي بالصبر.. أجيبي عن أسئلة الطفل بإجابات حقيقية تحمل شرحاً مبسّطاً لخسارته، بغض النظر عن عدد المرات التي سيطرح فيها نفس الأسئلة، هو بحاجة إلى هذا حقاً.

2- الحرج من الحزن

خاصة لدى الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، فإنهم يحاولون إخفاء مشاعر حزنهم عن الآخرين لأنهم يريدون أن يظهروا بصورة طبيعية، وأن يهربوا من فقاعة الحزن.

كيفية التعامل: امنحي طفلك فرصة مشاركة مشاعره بشروطه، وبالطريقة التي تريحه، واجعلي المحادثات عن الخسارة داخل المنزل فقط، وتجنّبي وجود غرباء.

3- حدّة الطبع

قد يخرج طفلك عن طوره بسبب شعوره بالحزن، وقد يوجه انفعالاته هذه نحوك، أو نحو إخوته أو أصدقائه، حيث الأشخاص الذين يشعر معهم بالأمان.

كيفية التعامل: ساعدي طفلك على تفهّم مشاعره التي تدفعه إلى التصرف على هذا النحو، ثم ساعديه على العثور على طريقة أفضل لتوجيه مشاعره، مثل الجلوس بمفرده، أو الذهاب في جولة.

4- الانسحاب

قد يقرر طفلك الانسحاب من بعض الأنشطة، كطريقة للتعبير عن حزنه.

كيفية التعامل: اسمحي لطفلك بالانسحاب لفترة من أجل الحصول على الراحة التي يحتاج إليها، ما دام أن هذا الانسحاب ليس كاملاً، بمعني أنه ينوي التوقف عن نشاطه الرياضي أو الفني لموسم أو فترة محددة.

5- النسيان والإلهاء

يُسمّى هذا "الحزن المعرفي"، وهو أن عقل طفلك يحاول إلهاءه عن الحزن، وبالتالي يحدث ما يشبه الضباب العقلي، الأمر الذي يؤثر على ذاكرته، وبالتالي تحصيله الدراسي والمعرفي.

كيفية التعامل: لا تقلقي، فآثار الحزن المعرفي ليست دائمة، تواصلي مع المعلمين، وكثّفي رعاية طفلك العاطفية، واشرحي له أن درجاته المدرسية في سبيلها للتحسّن مرة أخرى.

6- القلق

الأطفال الذين يتعاملون مع الخسارة غالباً ما يطوّرون مخاوف جديدة في عقولهم، فتبدأ أعراض القلق بالظهور عليهم في صورة كوابيس، أو القلق العام الذي يظهر في صورة آلام في المعدة أو صداع.

كيفية التعامل: استمعي جيداً لمخاوف طفلك، وقدمي له الدعم العاطفي الذي يحتاج إليه لاسترداد الشعور بالأمان.

7- تغيرات النوم أو الأكل

إذا كانت الخسارة كبيرة، مثل وفاة أحد الوالدين أو انفصالهما، فقد يسبب الحزن تغيرات جسدية في صورة اضطراب النوم أو الأكل، سواء بالزيادة أو النقصان في الحالتين.

كيفية التعامل: الدعم النفسي هو أهم ما تقدمينه لطفلك في هذه الظروف، ثم محاولة ضبط النوم عبر الالتزام بمواعيده، وتقديم الوجبات الصحية أيضاً في مواعيد ثابتة.