
الهند من أبرز الدول التي تستند على حضارة كبيرة عرفتها البشرية منذ بداية الخلق، وهي الحضارة التي نشأت عند وادي السند. وعرفت الهند بأنها من أبرز الطرق التجارية في العالم منذ القدم. وقد نشأت على الأراضي الهندية أربعة أديان هي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، إلى جانب دخول بعض الديانات الأخرى مثل الزرادشتية، اليهودية، المسيحية والإسلام. وبالتالي، فإن التنوع الثقافي الخاص بالاديان المتعددة التي يعتنقها سكان الهند شكلت العديد من العادات والتقاليد.
خلال الفقرات التالية سنحاول التركيز بإيجاز على أهم العادات والتقاليد المعروفة عن الشعب الهندي.
يشتهر الهنود باستخدام البهارات الحارة في الطعام، وهي التوابل التي تتم اضافتها لكل أنواع الطعام. ومن عاداتهم في المأكل أيضا عدم تناول اللحوم أو أي مواد يتم استخراجها من الحيوانات مثل الزبدة أو الجبنة أو البيض ولا يشربون اللبن، ولا يتناول الهندود السمك أو يذبحون الأبقار، فهي من الحيوانات المقدسة لديهم التي تدل على الخصوبة.
ومن العادات التي لا تزال تتمسك بها بعض الأسر الهندية، عادات الزواج مثل اقامة العديد من الاحتفالات قبل يوم الزفاف. وعندما يأتي يوم الزفاف يدور الزوجان حول نار تُعتبر مُقدسة في عاداتهم على أن يطلق الزوجان الوعود لبعضهما. كما تتمسك بعض الأسر بأخذ مشورة المنجمين في تحديد موعد الزفاف بما يتوافق مع الخسوف القمري وحالة الابراج الفلكية.
من العادات والتقاليد الخاصة بالهند أن والد العروس هو الذي يتحمل كل مصاريف الزواج مثل المهر، وتجهيز البيت، وحفل الزفاف، ولا يتحمل العريس منها أي شيء. ويمنع القانون زواج أي شاب ينتمي للطبقات الفقيرة بفتاة من الطبقات العليا، لكن الشابّ الذي ينتمي للطبقات العليا يسمح له بالزواج بمن يريد. وخلال الاحتفال بالزواج يأتي العريس إلى العرس محمولاً على حصان مزيّن لاستكمال مراسم الزفاف، في الوقت الذي ترتدي فيه العروس الساري الهندي المعروف.

يعتبر الغناء أحد الأمور الفلكلورية التي يمارسها الشعب الهندي. وتمتلك الهند نوعين من الثقافة الموسيقية، إحداهما الموسيقى الهندوستانية التي يمكن الاستماع إليها في مناطق شمال الهند والتي تأثرت بشكل كبير بالعادات والتقاليد الفرنسية، والنوع الآخر هو الموسيقى الكارنتية في الجنوب من الهند، وتميل الأغاني إلى التعبير عن الحب والجمال وتستخدم أيضا في التغني ببعض الأهازيج الهندية القديمة، وسرد الحكايات السعيدة بالإضافة إلى القصص الشعبية، والتي يتم غناؤها في العديد من المناسبات، وتتم الاستعانة فيها ببعض الرقصات الشعبية المحلية، وهي أكثر السمات التي تميز الدراما الهندية.
من العادات والتقاليد الغريبة أنه يتم حرق جثة الإنسان بعد موته، فيوضع الشخص بعد موته على النعش الخشبي ويتم إشعال النّار فيه، وهو الأمر الذي يعد تكريما للميت، وتظل الأرملة مع جثة زوجها حتى يتم حرقها وذلك لإثبات ولائها له. وأيضا يميل الكثير من الهنود الى التضحية بشعر رؤوسهم في المعابد، على أن يتم تصدير هذا الشعر لدول العالم، فالهند تصنف من أكثر الدول التي تصدر الشعر البشري.