
العمل التطوعي
العمل التطوعي أحد مؤشرات المجتمعات الصحية والمتعاونة، فهو يشمل أوجها عديدة مثل تنظيم حملات التبرع بالدم، وجمع التبرعات، وغيرها من الأنشطة. ويمكن تعريفه بأنّه العمل أو النشاط الذي يُخصّص الشخص جزءاً من وقته ومهاراته لإنجازه بهدف تقديم المساعدة للأفراد أو المجتمع، أو المنظمات غير الربحية دون مقابل مادي، وتُدار الأعمال التطوعية غالباً من قِبل مؤسسات المجتمع المدني، أو الجمعيات الخيرية، أو المنظمات الحكومية.
وبالحديث عن أصل الكلمة وتعريفها فالتطوع في اللغة العربية مشتق من كلمة تطوَّع، حيث يقال، تَطَوَّعَ بِمَالِهِ لِمُسَاعَدَةِ الجَمْعِيَّةِ؛ أي منحه أو أَعْطَاهُ عَنْ طَوَاعِيَةٍ من نفسه وقام بهذا الفعل باخْتِيَارٍه، كما نقول، أن شخصاً تَّطَوع مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ خَيْرِيَّةٍ، أي أن هذا الشخص تَّجَند لأَدَاء الأعمال الخيرية عَنْ طَوَاعِيَةٍ وَاخْتِيَار منه. أمّا بالنسبة لتعريف كلمة عمل تطوعي اصطلاحاً، فهي تعني وتدل على الجهود المبنيّة على الخبرات، والمهارات التي يتمّ بذلها نتيجة اختيار، وبسبب رغبة لتحقيق هدف معين من أداء هذا الواجب، ودون انتظار أيّ مقابل مادّي مقابل تلك الجهود المبذولة.
فوائد العمل التطوعي
للعمل التطوعي العديد من الفوائد، فمنها مثلاً أنه يساعد على تعزيز الروابط الإنسانية بين الأفراد وخدمة الآخرين بغض النظر عن العرق واللون والجنسية والديانة؛ فالعمل التطوعي يخدم جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بعيدًا عن العنصرية والتمييز العرقي بين الأفراد وهو ما يقوي الروابط بين أبناء المجتمع. كما أنه يحقق أيضاً التكافل بين الأفراد وخاصًة الشباب للنهوض بالمجتمع للأفضل وزرع الصفات الحميدة بين الجيل الناشئ ليكون متمكنًا من شخصيته وقادرًا أن يكون قدوة حسنة لمن بعده من الأجيال اللاحقة. بالإضافة إلى ذلك فان الإشتراك في الأعمال التطوعية يضمن الاستغلال الأمثل للطاقات الكامنة في الشباب والأفراد مهما كانت أعمارهم أو أجناسهم، كما أنه يحث على الإبداع لخدمة الناس والمجتمع. بالإضافة الى أنه ينمي القدرات الشخصية للمتطوعين ويساعدهم على اكتساب القدرة على تنظيم الوقت.
أهمية العمل التطوعي

تكمن أهمية العمل التطوعي في تحقيق ثلاث وظائف أساسية في المجتمع، وهي:
- إنجاز خدمات لا تنجزها الدولة.
- العمل على رفع مستوى الخدمات وتوسيعها.
- الاهتمام بتوفير الخدمات الجديدة التي يصعب على الدول توفيرها.
معوقات العمل التطوعي
هناك العديد من المعوقات التي لا تخدم العمل التطوعي، فعلى سبيل الفرد هناك عدم علم أو معرفة الشخص بأهمية العمل التطوعي. وأيضاً عدم قيام المتطوع بما تم تحديده له من مسؤوليات، لأنه يشعر أن هذا غير إلزامي عليه. كذلك عدم رغبة الأشخاص في التطوع في مؤسسات التطوع البعيدة عن مكان سكنهم.
أما بالنسبة للمنظمة نفسها فمن المعوقات غياب الإدارة المتخصّصة بشؤون المتطوعين مثل توجيههم إلى وجهة التطوع الصحيحة وغيرها. وأيضاً عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإعطائه الحرية في اختيار ما يناسب رغباته وقدراته.