
في السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من الأسماء الحديثة، ومعظم هذه الأسماء ليست عربية، ونتيجة للأحكام والضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية عند تسمية المولود، فإن الكثير من الآباء باتوا يطرحون سؤالاً هل يجوز التسمية بأسماء غير عربية؟ وقد حرص رجال العلم على الإجابة على هذا السؤال. يجوز شرعاً التسمية بأسماء غير عربية طالما ليست من الأسماء المكروهة أو المحرمة التي سبق وأن وضحناها. كما أنه يجب مراعاة أن تكون هذه الأسماء مناسبة للمجتمع الذي سوف يعيش فيه هذا الطفل، وأن تكون هذه الأسماء ذات معان حسنة وجميلة، كما أمرنا رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-، في الحديث النبوي الشريف: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أنه قال: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم".
ورغم ذلك ما زالت الأسماء العربية تفرض نفسها حتى لو كانت غير منتشرة، ومن تلك الأسماء اسم رزين. أصل الاسم عربي، وهو مشتق من رَزِيْنَة بمعنى الوقور، المتّزِن، الأصيل الرأي، والثقيل من كلّ شيء. وربما استدل العرب على تلك الصفة من قول الإمام علي: مَنْ عَلِمَ أنَّ كلامَهُ مِنْ عملهِ قلَّ كلامُهُ إلاَّ في ما يعنيه. وهو صفة من الفعل رازن وهو العاقل والساكن وسديد الرأي، ينتشر الاسم في الدول العربية المختلفة وخاصة الدول الخليجية.

وبالحديث عن صفات حامل هذا الاسم بوصفه علما مذكرا فحامل هذا الاسم يحب نقل الأخبار وخصوصاً الأخبار الطيبة. كما أن حامل هذا الاسم شخص متحرك يكون في بعض الأحيان مصدر إزعاج للآخرين. أيضا هو شخص لديه مزاج متقلب دائماً ما يتأثر بكل ما يدور حوله. كما أنه يحب الضحك والفكاهة فهو شخصية مرحة يحب المرح ويميل إلى الأشخاص المريحين. وأيضا هو يجد نفسه مدفوعاً للشهرة في محيطه. كما أنه محب للتفاؤل ويأخذ الأمور ببساطة. وأيضا هو إنسان مميز ولكنه يتعامل مع الآخرين بكل بساطة وتواضع. كما أنه يحب السفر والرحلات ولا يميل إلى البقاء في المنزل. ومع كل هذا فهو انسان محبوب من عائلته.
ولعل أشهر من حمل هذا الاسم من المشاهير في التاريخ رزين الثلابي: شاعر عربي اشتهر بمدح الأمراء كما اشتهر بالشعر الديني. وهناك أيضاً رزين بن معاوية وهو الإمام المحدث الشهير، صاحب كتاب تجريد الصحاح، عاش بمكة، وقال عنه قاضي الحرم أبو المظفر محمد بن علي الطبري كان إمام المالكية بالحرم، وقد أدخل كتابه زيادات واهي لو تنزه عنها لإيجاد، توفي في مكة في الحرم سنة 535 هجري.