الدكتور سامي قواس: مراهقات اليوم يتشبّهن بالنساء المغريات

الدكتور سامي قواس: مراهقات اليوم يتشبّهن بالنساء المغريات

Nawa3em by 10 Years Ago

قمصان تكشف عن الصرة، صدور وشفاه برزت لإضفاء المزيد من الإغراء. فتيات في الثانية عشرة أو الرابعة عشرة، يتشبهن بنجمات الإثارة لتحقيق مبتغاهن في جذب أكثر عدد من الشبان. فإذا بالفتيات الصغيرات يتخلين بسرعة عن سنوات الطفولة ليلتحقن بركب النساء لكن أيّ نوع منهن؟ النساء المثيرات اللواتي يقدَّرن لأجسادهن ويثرن شهوات الجنس الآخر لتصرّفاتهن المغرية.

فمنذ سنوات، نلاحظ بقوة ظاهرة التفتح المبكر عند الفتيات الصغيرات وما زالت تتفاقم لدرجة أصبح معها الوضع مقلقًا جدًا، لكن ما هو سبب هذه "الفورة "؟ وما هي مخاطرها؟ وهل يمكن اعتبارها أمرًا طبيعيًا في زمننا هذا؟

بحسب الاختصاصيين والمراقبين للمجتمع هذه "الفورة" تعود لأكثر من عامل أهمها وسائل الإعلام التي تعتبر المرأة الحقة هي تلك المثيرة وتعمل على تشجيع هذه الصورة بمختلف أشكالها عبر نشر إعلاناتها في كل الأمكنة. وبما أن هؤلاء الفتيات في صدد البحث عن هويتهن الخاصة التي لم تترسّخ بعد كما يجب، لذلك نراهنّ يتأثرن بقوة بالإعلانات التجارية لا بل يشكلن الفئة الأكثر تأثرًا. والرسائل التي تُبعث لهنّ تتمحور حول العناصر التي تجعلهن أكثر جاذبية وسحرًا وإغراءً، ما يمكنهن من سلب عقول المعجبين. والنتيجة أننا نراهنّ يسعين إلى تقليد كل ما يرينه في وسائل الإعلام من مجلّات وفيديو كليب ولوحات إعلانية. ويسعين إلى جذب الأنظار بمظهرهن وثيابهن ومواقفهن التي تهدف إلى الإغراء.

يشير الدكتور سامي قواس الاختصاصي بطب العائلة إلى أن هذه الظاهرة بدأت في أوائل الثمنينيات مع الموجة الجديدة لفرق الفتيات الغنائية في الغرب أمثال السبايس غيرلز وغيرهنّ وظهر معهن نموذج المرأة الجميلة والمثيرة والمحرّكة للغرائز والتي أصبحت النموذج السائد. كما أن الـExhibitionism أو لذة إظهار المفاتن الجسدية جزء من الأنوثة التي كانت مكبوتة في القرن العشرين لكن أتى الوقت لتعبّر عن نفسها بحرّية أكثر ولا سيما مع وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت هذه الخدمة وبأسهل الطرق، والمراهقات كن أكثر فئة عاكسة لهذه الحالة. أما النتائج الملموسة فيمكن أن نراها على أكثر من صعيد:

على الصعيد الشخصي:
هؤلاء الفتيات يبدو أنهنّ يتمتعن بثقة عالية بالنفس لكن هل هذه الثقة صلبة؟ في الواقع ثقتهن هذه تعتمد على المظهر الخارجي أكثر من المميزات الشخصية. إذًا ثقتهن بأنفسهن هشة. أيّ حادث أو مرض أو بكل بساطة التقدّم بالعمر يمكن أن يقضي على هذه الثقة بأنفسهن.

على الصعيد الجسدي:
الجمال اليوم أصبح أمرًا مقدسًا ومواصفاته صعبة الوصول جدًا، وأحيانًا مستحيلة، 1% فقط من النساء يملكن جسدًا ذا مواصفات جمالية عالية لكي يكنّ من عارضات الأزياء، من دون أن ننسى أن الصور التي تُستخدم في الإعلانات معالجة بأكثر من طريقة بواسطة الكمبيوتر. وهناك معايير النحافة والجمال، التي يمكن أن تؤدّي إلى اضطرابات في الغذاء عند المراهقات اللواتي يتمنين أن يكن نحيفات.

على الصعيد الثقافي الاجتماعي:
لا شك في أننا نعتمد على الأنماط المغرية جسديًا وتحوّل الجسد إلى شيء. النساء يبرزن جسدهن ويعطينه القيمة ولا يقدَّرن إلا من أجل ذلك.

الرغبة في الإغراء
يُلاحظ أن الرغبة بالإغراء أصبحت تحدث في عمر مبكر. وهناك تسخيف للعلاقات الحميمة. والمشاعر ليس لها مكان في هذه العلاقات. المراهقات يتصرّفن كنجمات الإغراء للحصول على إعجاب الآخر والتأثير عليه.
وهذا ليس مستغربًا بما أن الإغراء ومعايير الأداء تشكل شرطًا لتحقيق رغبتهن في نيل إعجاب وقبول الجنس الآخر. فهنّ يفعلن ما ينتظر منهن من دون أن يسألن أنفسهن ما يفضّلنه هنّ وما يرغبن فيه حقًا. وبعد أن كانت العلاقة الحميمة من المحرمات أصبحت اليوم مشاعًا على شاشات التلفزة، الفيديوكليبات، برامج النكات، وغيرها من البرامج التي تسخّف هذه العلاقة المقدسة وتخلق تساؤلات عند المراهقات عن مواضيع قد تكون لا تناسب أعمارهن.
ولا يجب أن ننسى أن هناك استغلالًا للفورة الهرمونية التي تصيب المراهقات في هذا العمر والتي لا يستطيع المراهق التنفيس عنها حتى بمفرده لأسباب اجتماعية ودينية.
ويختم الدكتور قواس حديثه قائلًا "أما دورنا كأهل فهو أن نقف إلى جانب هؤلاء الفتيات ونقنعهن بالعمل على ثقافتهن وشخصيتهن وعدم إعطاء الأولوية للشكل الخارجي...".

 

إضافة التعليقات

.