إنّ أكثر البكتيريا التي تحيط بنا لا تأثير مؤذٍ لها، حتى إنّ الكثير منها تتمتّع بتأثير جيّد. و من المؤكّد أنّ البكتيريا سوف تطال الحوامل في أغلب الأحيان، عبر بعض الأنواع السيّئة منها كالليستيريا مونوسيتوجين، التي توجد في الأجبان في بعض الأحيان، و السالمونيلا حين لا يجري طهوُ اللّحم و البيض تمامًا.

و يقول الخبراء إنّ البكتيريا تساعد في عملية الهضم، و تساعد النظام المناعي، و تقي من الحساسيّات. أي إنّها علاقة جيّدة في المرتبة الأولى. وبحسب الباحثين الذين عملوا على دور البروبايوتيك، فإنّ البكتيريا الحميدة الموجودة في اللبن هي صحّية جدًا، و خاصة بالنسبة للنساء الحوامل. حيث إنّ أحدث الدراسات قد أظهرت أنّ النّساء اللواتي تناولن متمّم البروبايوتيك قد عانين من معدّلات أقلّ من سكري الحمل، بينما وجد باحثون بريطانيون أنّ النساء اللواتي حصلن على البروبايوتيك من الحليب المقوّى بهذا الأخير قد واجهن 50% خطرًا أقل بالإصابة بالإيكزيما من النساء اللواتي تناولن الحليب العادي.

قد يكون تناول الأطعمة الغنيّة بالبكتيريا جيدًا بالنسبة لك، و لكن ماذا عن البكتيريا في المحيط، و الأشياء التي تجعل الأوساخ أكثر اتساخًا؟ فقد وجد العلماء في دراسة ألمانية جديدة أن التعرّض للميكروبات من المحيط أثناء الحمل يجعل الطفل أكثر مقاومة للحساسيات.

 و في بحث أجري على عدد كبير من النساء العاملات في ألمانيا و سويسرا و النمسا، تبيّن أنّ اللّواتي عملن في مزارع الحيوانات خلال حملهنّ وضعن أطفالًا واجهوا خطرًا أقل بالإصابة بالربو و حمّى القش. و بحسب جامعة فلوريدا، فإنّ التريكلوسان و مضادّات البكتيريا الكيميائية الموجودة في كلّ شيء من الصابون إلى معجون الأسنان المضادّ للبلاك قد يتدخّل في أنزيم ضروريّ خلال الحمل. هذا الأنزيم يساعد في أيض الأستروجين و يحرّكه نحو البلاسينتا، حيث يؤدّي دورًا مهمًا في نموّ دماغ الجنين.