سلط عدد كبير من الدراسات الضوء على أهمية الاحضان بالنسبة للأولاد، إذ تبيّن أن هذا الاحتكاك الجسدي البسيط بين الأهل وأولادهم يزوّدهم بفوائد لا تُعدّ ولا تحصى على الصعيدين الصحي والعاطفي.
الأحضان تبني مهارات حياتية لدى الطفل
يقول الخبراء إن الأولاد الذين يتلقون الكثير من الاحضان من أهلهم يكبرون ليصبحوا أشخاصاً عاطفيين يبادرون بسهولة إلى التعبير عن عواطفهم؛ وعلى العكس، يكبر الأولاد الذين لم يحصلوا على التعابير العاطفية المطلوبة من أبويهم وهم يضعون مسافة بينهم وبين الناس بالإضافة إلى تعامل مليء بالبرودة.
وشدّد هؤلاء الخبراء على أن الاحضان تزيد ثقة الطفل بنفسه لأن الحضن بحد ذاته هو تعبير عن التأكيد، والتقدير، والاعتراف. لهذا السبب، يساعد هذا التعبير الأولاد على اكتساب مفهوم إيجابي عن الذات. هذا الأمر يمكن أن يقدّم تفسيراً للشك الذي يعيه الاولاد الذين لا يتلقون الأحضان من أهلهم عمّا إن كان أحد يحبّهم في منازلهم.
الأحضان تؤسّس لثقافة السلام
تبيّن من خلال الابحاث أن الأحضان تساعد الطفل على تكوين موقف إيجابي ضد المواقف العدائية، لهذا السبب نرى ان بعض الأطفال أكثر عنفاً من غيرهم. ويرى الباحثون أن الشعور العاطفي الجميل الذي يمنحه الحضن من الاهل لأبنائهم هو الذي يبني لديهم المناعة ضد العنف ويمرنهم جسدياً ونفسياً على العواطف.
الأحضان تحافظ على الصحة
الحضن هو احتكاك عاطفي جسدي، ما يجعله وسيلة لتخفيف الالم، إذ ركزت الكثير من الدراسات على أهمية الاحتكاك الجسدي في تخفيف الآلام الناتجة عن المرض أو الإصابة.. لهذا نرى أن الطفل الذي يضرب قدمه ويصيبها في مكان ما، يبكي ثم يهدأ فور جلوسه بين يدي والدته. فقد تبين أن الأحضان تحفز الجسم على إفراز هورمون الأوكسيتوسين، الذي يعرف بهورمون العواطف والسعادة، وهو بالتالي يساعد على تخفيف الالم.
لعدم مزج الأحضان بالتربية
قد يسبب الأهل لأولادهم بعض الارتباك عندما يحضنونهم فوراً بعد إملاء بعض قواعد التربية الصارمة عليهم. لهذا السبب، ينصح خبراء التربية الأهل بالفصل جيداً بين العواطف والتربية، لأن الأحضان ببساطة هي خطوة معاكسة لأي عقاب يمكن أن يفرضوه.
ببساطة، يجب على الأهل عندما يخطئ أبناءهم أن يفرضوا العقاب، وأن يعلموهم بالخطوة التي كان يجب اتخاذها بدل الخطأ الانتظار قليلاً ومن ثم أن يحضنوهم لتخفيف حدة الوضع.
لا تحرمي طفلك هذه النعمة