
قصر رأس التين
قصر رأس التين يعد من أقدم القصور الموجودة في مصر، ويطل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية.
تاريخ قصر رأس التين
أمر محمد علي أن يُشيَّد قصر رأس التين على هيئة حصن ليكون كمقر حكمه في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ووضع تصميم القصر المهندس الفرنسي "سير يزي بيك" عام ١٨٣٤ – ١٨٤٧ أي استغرق البناء ١٣ عامًا – ولم يتبقَّ من قصر محمد علي القديم سوى البوابة التي تحمل اسم "محمد علي" وبعض الأعمدة الجرانيتية.
من بنى قصر رأس التين
وفي عهد الخديوي "إسماعيل" صار قصر رأس التين المقر الصيفي لحكام أسرة "محمد علي".
في عهد الملك "فؤاد" قام بإعادة بناء قصر رأس التين، فجعله مكوَّنًا من ثلاثة طوابق؛ فصار بناؤه وأثاثه أكثر جمالًا وعصرية، وعلى جزء من مساحة القصر بُني مسجد ذو طابع معماري متميز.
مبنى الأميرات أضافه الملك "فاروق" للقصر، وكانت الملكة والأميرات في أثناء الصيف يلحقن بالملك في قصر رأس التين بالإسكندرية.
أنشأ الخديوي إسماعيل محطة للسكة الحديد داخل القصر لينتقل وأسرته من قصر رأس التين بالإسكندرية إلى القاهرة، وقد قام الملك "فؤاد" بتجديدها عام ١٩٢٠ .

مميزات قصر رأس التين
تبلغ مساحة مباني القصر حوالي فدانين، أما الحدائق فتبلغ مساحتها حوالي ١٢ فدانًا. وقد بُني القصر في أول الأمر على شكل حصن، وكان في مكانه أشجار التين التي كانت موجودة بوفرة في تلك المنطقة؛ ولذلك سُمّي "قصر رأس التين" نسبةً إلى تلك الأرض المزروعة بأشجار التين. كما توجد محطة للسكة الحديد أنشأها الخديوي إسماعيل لينتقل هو وأسرته من قصر رأس التين بالإسكندرية إلى القاهرة، وقام بتجديدها الملك فؤاد عام ١٩٢٠ .
وأبرز معالم القصر: البهو الرئيسي، والقاعة القوطية، وقاعة العرش، والقاعة الرخامية التي تُحلّي جدرانها ٤ لوحات جدارية تمثل إحدى القصص من الأساطير اليونانية.
كما توجد فيه قاعة القبة التي تتميز بوجود نجفة عملاقة من الكريستال تزن ٢,٥ طن أحضرها الملك فؤاد إلى القاعة. وتتميز القاعة بأرضيتها المصنوعة من الباركيه المُطعَّم بالصدف على هيئة طيور وفراشات.
بالإضافة إلى العديد من الصالونات، أبرزها صالون العلم الذي يتميز بوجود جدارية كبيرة تمثل المرأة المصرية عند الولادة وهي تهب مولودها الجديد لعلم المملكة المصرية، ومن هنا أتت تسميته بصالون العلم.
قصر رأس التين من الداخل
استعان محمد علي بمهندسين فرنسيين لبناء قصر رأس التين، فاتّخذ تصميم بنائه في أول الأمر شكل حصن على الطراز الأوروبي، ولم يتبقَّ من القصر القديم سوى الباب الشرقي الذي يحمل اسم محمد علي، وقد أُدمج في بناء القصر الجديد، ثم توالت يد الحكام بالتغيير والتبديل، ليتماشى مع طراز العصر الحديث وروحه. ويتكون الباب الشرقي من ٦ أعمدة جرانيتية تحمل عتبًا به سبع دوائر كُتِبَت بداخلها بحروف نحاسية آيات قرآنية.
ويضم القصر مجموعة من القاعات والصالونات والأجنحة التي تمتاز بالزخارف الجميلة والنقوش المبهرة، مثل قاعة العرش التي لا مثيل لها في العالم إلا في قصر عابدين، وهناك مرسى للسفن كانت ترسو فيه الباخرة المحروسة.
أما الحديقة فتضم مجموعة من أبدع الزهور وأندرها تم استيرادها من هولندا، كما يوجد فيها أكشاك للطيور وملاعب للتنس. ويحتوي القصر كذلك على أغلى أنواع الأثاث المستورد وأفخرها، بالإضافة إلى مجموعة مُنوَّعة من التحف واللوحات الفنية التي لا تُقدَّر بمال.
وقد شَيَّد الملك فؤاد داخل القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين، كما أن القصر يُطلّ على القاعدة البحرية في الإسكندرية. وكان لهذا القصر حمام سباحة ذو بهو مُغطّى بالزجاج.