
اللغة السريانية
اللغة السريانية واحدة من أهم اللغات القديمة والتي كانت تعرف أيضاً باللغة الآرامية، بسبب أنها تنتمي إلى اللغات السامية، كانت قديماً هي لغة الآراميين الذين استوطنوا منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد بلاد آرام الشام وأرام النهرين. كما رسم الآراميون ملامح تلك اللغة من خلال لغتهم الأبجدية الفينيقية التي تتألف من 22 حرفاً ولم يزيدوا عليها أي حرف جديد.
قديماً انتشرت اللغة السريانية انتشاراً واسعاً، وصارت حروفها حروف هجاء للغات شرقية عديدة حتى أنها كانت مستخدمة في عهد الملك نابو بلاصر كلغة متداولة في البلاط البابلي، وجعلت في عهد داريوس الكبير والذي كان ما بين عام 52 إلى 486 قبل الميلاد اللغة الرسمية في مقاطعات الإمبراطورية الفارسية، ثم تطورت حتى صارت لغة دولية في الشرق كله لفترة طويلة جداً.
تعلم اللغة السريانية
من يرد تعلم اللغة السريانية لا بد له أن يعرف لهجاتها المختلفة حتى يستطيع اتقان أي واحدة منها أثناء التعلم، حيث تحتوي اللغة السريانية على عدة لهجات أولها هي الرهوية والتي يستخدمها حالياً السريان الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة في طقوسهم. أما الثانية فهي سورت وهي اللهجة السريانية الشرقية، التي يستخدمها أتباع الكنائس الشرقية وهم الآشوريون والكلدانيون. الثالثة هي لهجة طورويو وهي لهجة خاصة يتكلم بها السريان في طور عابدين في تركيا. أما الأخيرة فهي النبطية والتي تعني اللهجة الآرامية الفلسطينية، حيث يتكلم بها في الوقت الحالي سكان ثلاث قرى سورية هي بخعة وجبعدين ومعلولا.
اللغة السريانية الروحانية

اللغة السريانية يمكن اعتبارها لغة الروحانيات بسبب ارتباطها بالرسالات الدينية، حيث تكلم السيد المسيح ورسله السريانية قبل أكثر من ألفي عام في بيت لحم والناصرة والقدس وقانا وصور وغور الأردن، واستمرت سائدة بين معظم شعوب الشرق حتى أواخر القرن السابع للميلاد، ثم أخذت اللغة العربية تحل محل السريانية رويداً رويداً، ولكن لهجاتها ما زالت قيد التداول حتى اليوم في طور عابدين بتركيا، وقرى الموصل وغيرها في شمال العراق، وحي السريان في مدينة حلب وبلدتي معلولا وصيدنايا المجاورتين لدمشق في سورية، فضلا عن مئات الأسر السريانية في سوريا وتركيا وفلسطين ولبنان والعراق وغيرها.
ومن المعروف لدى الباحثين أن اللغة السريانية أصبحت لغة الطّقوس في الكنائس بشكل رسمي في القرن الثالث، وزاد انتشار اللغة السريانية في الأوساط المسيحية في عصرها الذهبي بالإضافة إلى ما ذُكر، أن أغلب المؤلفات كانت تتطرق لأمور دينية آنذاك، وكانت تسجل أمورهم العقائدية.
اللغة السريانية في العربية
هناك ارتباط وثيق بين اللغة العربية والسريانية، حيث تسربت كثير من مفردات وقواعد اللغة الآرامية أو السريانية إلى اللغة العربية المحكية، وما زالت هذه المفردات والقواعد شائعة في اللهجات العربية المتداولة في المدن الفلسطينية ومنطقة الجليل بالإضافة إلى معظم مدن وريف سورية ولبنان.