مدينة ليدز
ليدز واحدة من أبرز مدن السياحة في بريطانيا، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة المعالم السياحية والأثار التاريخية العريقة بها، كما أنها أيضاً تتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة، ولعل أهم ما يُميزها المساحات الخضراء الشاسعة في كل مكان، لذلك فهي مقصد السياح من كافة بلدان العالم لمُمارسة الأنشطة الترفيهية في ساحاتها الشهيرة وأهمها ساحة الألوف الكبيرة، والتي تُقام فيها العديد من العروض المسرحية والاحتفالات المدنية وغيرها في الهواء الطلق.
تاريخ ليدز يعود للعصر الروماني، حيث بني حصن في مناطق المدينة الحالية لصد هجمات الأعداء، خاصة تلك الآتية من الشمال. في القرن الثامن عشر مع إزدهار التجارة في المنطقة، خاصة نقل الفحم من المناجم القريبة التي تبعد خمسة كيلومترات عن ليدز، تم بناء أول خط سكة حديد في بريطانيا بين ليدز ومناجم ميدلستون في عام 1758 ميلادي، كما أنها سجلت صدارة أخرى في التاريخ حين سار عليها أيضا في عام 1812 أول قطار بخاري بريطاني.
ولا يمكن لأي سائح أن يزور تلك المدينة دون المرور على ميدان فيكتوريا، حيث يقع هذا الميدان وسط مدينة ليدز، ويضم سوقاً كبيراً مغطى بسقف زجاجي، تم تزيينه بالرسومات الجميلة. وأيضاً هناك حديقة روند هاي بارك وهي أبرز حدائق ليدز، كما أنها إحدى أكبر الحدائق في أوروبا، وتبلغ مساحة الحديقة حوالي سبعمائة فدان.
أين تقع مدينة ليدز
تقع مدينة ليدز شمال بريطانيا في غرب مقاطعة يوركشير على ضفاف نهر الآير تحديداً، وهي ثاني أكبر مدينة في هذه المقاطعة بعد شفيلد، وخامس أكبر مدينة في بريطانيا من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 766.399 نسمة، وذلك بحسب الإحصائية الرسمية التي قامت بها الدولة لعام 2014 ميلادي. ومن ضمن سكانها هناك جالية مسلمة من المقيمين يبلغ تعدادها حوالي ثلاثين ألف نسمة، معظمهم من الأصول الباكستانية والهندية. وفيها أيضاً جالية عربية من المهاجرين يبلغ تعدادها حوالي ألف ومئتي نسمة. كما يوجد في المدينة عدد غير قليل من المساجد والمراكز الإسلامية. وتبعد ليدز عن مدينة يورك حوالي 40 كيلو متر.
مساحة مدينة ليدز
تبلغ مساحة هذه المدينة العريقة حوالي 551 كم مربع. وخلال القرن الثالث عشر كانت ليدز مدينة صغيرة حيث بدأت تظهر وتتسع مساحتها في بداية القرنين السابع عشر والثامن عشر. فخلال القرن الثامن عشر أصبحت ليدز مدينة مطاحن كبرى خلال الثورة الصناعية. ومع نموها استوعبت القرى المحيطة لتشكيل منطقة حضرية هي الآن رابع أكبر منطقة بالمملكة المتحدة. وحالياً تعتبر أكبر مركز مالي خارج لندن حيث بلغ حجم التداول في صناعة الخدمات المالية والتأمين ما يقارب 13 مليار جنيه استرليني. كما يقدر الناتج المحلي للمدينة بحوالي 55 مليار جنيه استرليني، وهو أكبر من الناتج المحلي لدولة مثل نيوزيلندا.