بحث عن الحياء

بحث عن الحياء

Rami Hamdi by 3 Years Ago

الحياء

الحياء لغةً: الحشمة، وضدها الوقاحة. وقد حيي منه حياء واستحيا واستحى فهو حَيِيٌّ، وهو الانقباض والانزواء.والحَيَاء اصطلاحًا هو: انقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه. وقيل هو: تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان مِن خوف ما يُعَاب به ويُذَمُّ، ومحلُّه الوجه.

والحياء نوعان: نفسي: وهو الذي خلقه الله في النفوس كلها كالحياء من كشف العورة، والجماع بين الناس. ونوع إيماني: وهو أن يمتنع المؤمن عن فعل المعاصي خوفا من الله تعالى.

فقال أبو حاتم: إن المرء إذا اشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه. وقيل: إن الحياء زينة المؤمنين، حيث يمنع النفس من التفريط في حق صاحب الحق. وقال أحد الحكماء: ينبغي أن يستحى من إتيان القبيح، فإن المرء بحيائه ولا إيمان لمن لا حياء له.

الحياء للمرأة

الحياء المقصود للمرأة هو الخجل الحميد المطلوب، لكن مع تغير المفاهيم تحول الغرض من الحياء لها للأسف بأن تركز على جنسانيتها وجنسانية الرجل طوال الوقت، دون أن تكون قادرة على التعامل معه برقي إنساني في الشارع والجامعة والعمل، وهو مفهوم خاطئ وأضر بفكرة حياء المرأة كثيراً.

الحياء من الله

أخرج الترمذي في السنن: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.

وقال السفيري: إنَّما أفرد صلى الله عليه وسلم هذه الخصلة مِن خصال الإيمان في هذا الحديث، وخصَّها بالذِّكر دون غيرها مِن باقي شعب الإيمان؛ لأنَّ الحَيَاء كالدَّاعي إلى باقي الشُّعب، فإنَّ صاحب الحَيَاء يخاف فضيحة الدُّنْيا والآخرة فيأتمر وينزجر، فلمَّا كان الحَيَاء كالسَّبب لفعل باقي الشُّعب؛ خُصَّ بالذِّكر ولم يذكر غيره معه. فالحياء من الله وهو صفة محمودة لا بد من توفرها في كل البشر بلا تمييز، لهذا قيل إذا لم تستح فافعل ما شئت.

الحياء من الإيمان

الحياء أحد شعب الإيمان، فقد قال السعدي: الإيمان اسمٌ يشمل عقائد القلب وأعماله، وأعمال الجوارح، وأقوال اللِّسان، فكلُّ ما يقرِّب إلى الله، وما يحبُّه ويرضاه مِن واجبٍ ومستحبٍّ فإنَّه داخلٌ في الإيمان. وذكر هنا أعلاه وأدناه، وما بين ذلك وهو: الحَيَاء. ولعلَّ ذكر الحَيَاء؛ لأنَّه السَّبب الأقوى للقيام بجميع شعب الإيمان. فإنَّ مَن استحيا مِن الله لتواتر نعمه، وسوابغ كرمه، وتجلِّيه عليه بأسمائه الحسنى، والعبد مع هذا كثير التَّقصير مع هذا الرَّبِّ الجليل الكبير، يظلم نفسه ويجني عليها، لهذا أوجب له هذا الحَيَاء التوقِّي مِن الجرائم، والقيام بالواجبات.

 

 

إضافة التعليقات

.