الاسراف والتبذير

يمكننا إعتبار الاسراف والتبذير من السلوكيات السلبية وذلك لكونه يشكل الكثير من المشكلات للفرد والمجتمع على حد السواء، فالتبذير يضيع الوقت والمال والجهد، ولقد كره الله سبحانه وتعالى هذا السلوك، والدليل على ذلك بأن الله وصف المبذرين في كتابه المبين بأنهم إخوان الشياطين.

الفرق بين الاسراف والتبذير

لقد أصبحت الخصلتان موجودتين حولنا في كل مكان، الفرق بينهما في واقع الحياة يتضح من الموقف، فالإسراف يعني أن الشخص يبالغ في ما أباحه الله وفوق ما يحتاج، مثال على ذلك أن يكون احدهم في مائدة طعام كبيرة كالبوفيه المفتوح، فيقوم بملء طبقه حتى لو لم يكن محتاجاً لذلك، فهذا معناه أنه أسرف في شيء مباح أي الطعام؛ لأنه قد يأكل فقط نصف هذا الطبق والباقي سيرميه. أما التبذير فهو أن تصرف المال في ما حرم الله تعالى مثلاً، فقد قال فيه أحد علماء الدين وهو الشريف الجرجاني: الإسراف هو إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس. وقيل تجاوز الحدِّ في النفقة، وقيل: أن يأكل الرجل ما لا يحلُّ له، أو يأكل مما يحل له فوق الاعتدال، ومقدار الحاجة. وقيل: الإسراف تجاوز في الكمية، فهو جهل بمقادير الحقوق.

عبارات الإسراف والتبذير

ذكر الله الإسراف في كتابه الكريم بأمر مباشر، حيث قال تعالى: "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". ومن الآيات الأخرى قوله تعالى: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً"، وقوله تعالى: "وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً". وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ".

ومن أشهر العبارات التي قيلت في التبذير والإسراف ما يلي:

• التبذير ليس بمكرم.
• من أنفق ولم يحسب، هلك ولم يدر.
• المبذر أسوأ من البخيل لأنه ينفق ما له وما لغيره.
• الزائـد أخـو النـاقص.
• لا يكن حبك كلفـاً ولا بغضـك تـلفـاً.
• إلي يصرف بدون ما يحسب يفلس بدون ما يدري.
• البخيل يسرق نفسـه والمسـرف يسرق الآخرين.

تعريف الإسراف والتبذير

الإسراف في اللغة: مجاوزة القصد، مصدر من أسرف إسرافًا، والسَّرَف اسم منه، يقال: أسرف في ماله: عجل من غير قصد، وأصل هذه المادة يدُلُّ على تعدِّي الحدِّ والإغفال، أما في الاصطلاح: هو صرف الشيء في ما لا ينبغي زائدًا على ما ينبغي.

أما التبذير في اللغة فهو مصدر بذَّر تبذيرًا، وأصله إلقاء البذر وطرحه، فاستعير لكلِّ مضيع لماله، وبذر ماله: أفسده وأنفقه في السرف. وكل ما فرقته وأفسدته، فقد بذرته، والمباذر والمبذِّر: المسرف في النفقة؛ وأصل هذه المادة يدلُّ على نثر الشيء وتَفْرِيقه.