نحن في عام 2019 ومع ذلك لا تزال معايير الجمال التقليدية موجودة خاصّة عندما يتعلق الأمر بالنساء. تمريرة سريعة على الإنستقرام يمكن أن تؤكد ذلك.
وفي ظلّ المعايير المثالية الخاطئة التي تؤهّل المرأة لأن تنال لقب جميلة، اتخذت العديد من النساء وسائل الإعلام الاجتماعية لتذكير العالم بأن "الجمال" ليس مصطلحاً مترابطاً. انضمّت بعض المؤثرات العربيات إلى هذه الحركة. سنشارككِ اليوم ببعض المؤثرات العربيات على إنستقرام اللواتي يلهمننا يومياً من خلال استخدام منصّاتهنّ الخاصة لتحدّي مُثُل الجمال السامّة.
مستوحية من العارضة الكندية ويني هارلو، المدوّنة السعودية وعارضة الأزياء شهد سلمان تحتضن مرضها الجلدي بشكلٍ رائع حيث باتت الملهمة الأولى على قائمة النساء العربيات الواثقات من أنفسهنّ! تعاني شهد من البهاق، مرض تصبّغ مزمن يؤدّي إلى ظهور بقع عديمة اللون على جسمها. سلمان وهارلو ظهرتا على غلاف إحدى المجلات حيث أصرّتا على أنّ مرضهما الجلدي لم يمنعهما من تحقيق أحلامهما.
دينا غلوش
يتغنّى العرب في إرثهم الحضاري بالشعر الأملس المُنسدل كالحرير، لذا بلغ بالسيدات في مجتمعاتنا الحدّ لتجربة كافة الأساليب و تقنيات فرد الشعر حتى إن كانت مخاطرها أكثر من منافعها، و رؤية الشعر المُجعد كانت أمراً نادراً يلجأن إليه لاعتماد صيحة أو تغيير مؤقت، لكن تعزيز طبيعة الشعر المُجعد و ترسيخ أسس العناية به هو ما قامت به عدة مدوّنات منهم المصرية دينا غلوش التي أسّست مدوّنة curlytalks لتعزيز ثقة السيدات ذوات الشعر المُجعد عبر سلسلة من الفيديوهات على قناتها في يوتيوب و صفحتها على إنستغرام curlytalks.
رغم كلّ التطور والانفتاح، لا تزال المُجتمعات العربية يطالها التمييز على أساس لون البشرة، تماماً كما يحدث في الخارج، وترسيخ فكرة الجمال للبشرة البيضاء، لنجد العديد من المُلهمات وأبرزهن بطلة مسلسل بنات المُلاكمة والعارضة السعودية عبير سندر التي فرضت قوة جمالها المُتميز بالبشرة السمراء لكسر الصورة النمطية و علاوة على ذلك قصّتها الملهمة من تحويل مُعاناة التنمّر بسبب لون البشرة إلى نقطة قوّتها وهي ما تحتاج إليه كل امرأة عربية اليوم.
وُلدت يوسف في بيروت لأب لبناني وأم أوكرانية، ونشأت مع مرض CMN، ما أدّى إلى وجود علامة كبيرة تغطي معظم ظهرها وتمتدّ إلى معدتها، إلى جانب علامات أصغر على بقيّة جسمها. تعترف يوليانا يوسف بأنها كانت تتعرّض للتنمّر بسبب حالتها وتم الضغط عليها لمحاولة إخفاء هذه البقع. ومع ذلك، مع تقدّمها في السن، بدأت تشعر بثقة أكبر إزاء بشرتها وقرّرت إطلاق مدوّنة للسفر واللياقة البدنية لايف ستايل على إنستقرام.
ربما من أغرب الرسائل وأكثرها صدمة لكسر سيطرة نمط واحد وصيحات بذاتها وفرض أزياء قد لا تليق بالكثير من السيدات لمجرد مواكبة الموضة شبه موحّدة على جميع نساء العالم، لذا ارتدت اللبنانية إيليج أبو يونس EligeAY في عام 2017 زيّاً مُختلفاً يومياً من وحي الشخصيات السينمائية والكارتونية والمشاهير رغبة منها في إبراز هويّة الفرد و تميّزه و الحدّ من الحكم على الآخرين بما يرتدونه.
فيما كان الحجاب عنصراً أجنبياً في عالم الجمال والأزياء، احتلّت النساء المحجّبات في الآونة الأخيرة مركز الصدارة في هذه الصناعة، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. من بين المدوّنات البارزات اللواتي يرتدين الحجاب في العالم، الكويتية دلال الدوب. يتتبع متابعوها على إنستقرام البالغ عددهم مليوني شخص مغامراتها وهي تسافر حول العالم وتتعاون مع ماركات عالمية مشهورة، ما يثبت أن التواضع والجمال لا يستبعد أحدهما الآخر.
الأحجام الكبيرة هي النقطة التي تكشف نمطية عالم الموضة في العالم و أدّت إلى تحديد معايير الجمال من وجهة نظر أحادية، لتجد النساء حول العالم في منصّات السوشيال ميديا ملاذاً و نقطة تحوّل في مشهد الموضة الراهن وبالطبع عالمنا العربي نال حصّته من هذا التمييز على أساس الوزن، و الأهم قيادة مُلهمات عربيات لتغيير هذا الصورة الذهنية عن الأحجام الكبيرة والموضة، لنجد اللبنانية حنان فتح الله تأخذ على عاتقها إلهام السيدات للتحرّر من قيود الوزن بخطوات فعلية لتقبل أجسامهن وتلبية شغفهن بالموضة من خلال مدونتها و صفحتها على إنستغرام، وأكثر ما يجعلها مُختلفة بالفعل عن غيرها هو تقديم خطوات عملية جادة للنساء وليس بالشعارات والأقوال التحفيزية فقط.