في لقاء خاص مع "إيرينا إليسيفا"، المدير العام في
هنكل لمنتجات المستهلك في دول الخليج العربي، نسلّط الضوء على الدور المتنامي للاستدامة في قطاع الجمال، وكيف تستجيب هنكل لتغيرات سلوك المستهلك وتطلعات المرأة القيادية في المنطقة. من مكوّنات طبيعية تغذّي الشعر، إلى مبادرات تمكين المرأة وتعزيز التنوع، تكشف إليسيفا عن فلسفة هنكل في الجمع بين الأداء العالي، والمسؤولية البيئية، والتمكين الشامل. كما تشاركنا مسيرتها المهنية الملهمة، من بداياتها في المبيعات إلى توليها منصباً قياديًا في واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية في العالم.
1. كيف تدمج هنكل مبادئ الاستدامة في استراتيجيتها للعناية بالجمال، خاصة في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي؟
الاستدامة جزء لا يتجزأ من كل منتج تطرحه هنكل في الأسواق، وهي أولوية كبرى نسعى من خلالها إلى جعل علاماتنا التجارية تساهم في بناء عالم أفضل وبيئة أكثر استدامة. في فئة العناية بالجمال، نحرص على اختيار مكونات ذات مصادر مستدامة وأثر بيئي محسن. فعلى سبيل المثال، تحتوي مجموعة "جليس" الجديدة التي أطلقناها مؤخرًا على نسبة عالية من المكونات الطبيعية تصل إلى 98%. كما نأكد حرصنا على استكمال دورة الاستدامة من خلال استخدام البلاستيك المعاد تدويره في معظم منتجاتنا وتصميم عبوات قابلة لإعادة التدوير بالكامل.
2. ما أبرز التغيرات التي تلاحظونها في سلوك المستهلكين في المنطقة فيما يتعلق بالجمال والعناية الشخصية؟
نلاحظ توجهًا متزايدًا من المستهلكين نحو تبنّي هويتهم الجمالية والبحث عن منتجات تعزز من جمالهم الطبيعي. على سبيل المثال، هناك انتقال واضح نحو منتجات العناية بالشعر المجعد، مثل الشامبو والبلسم المخصصين للحفاظ على صحة وجمال التجعيدات بدلًا من محاولة فردها. كما نشهد تحولاً متسارعًا نحو الرقمنة، حيث أصبح المستهلكون يعتمدون أكثر على المنصات الرقمية في مشترياتهم ويحصلون على التوصيات من متاجر إلكترونية ومؤثرين رقميين على حد سواء.
3. كيف تحقّقون التوازن بين تقديم منتجات عالية الأداء والالتزام بمعايير الاستدامة البيئية؟
تحقيق هذا التوازن ليس بالأمر السهل. نحن نتعاون مع أبرز المورّدين العالميين للبحث وتطوير مكونات فعالة تحافظ على أداء المنتج أو تحسّنه، وفي الوقت نفسه تكون أكثر توافقًا مع معايير الاستدامة البيئية. ونفخر بالعمليات الطويلة والمكثّفة والمكلفة التي نقوم بها لضمان تحقيق هذا الالتزام بالجودة والاستدامة.
4. هل يمكنك مشاركتنا تفاصيل أكثر عن رحلتك كقيادية في قطاع الجمال، وكيف أثّرت هذه التجربة على أسلوب عملك اليوم؟
عندما انضممت إلى هنكل للعناية بالجمال قبل أكثر من 20 عامًا، بدأت بموقع متواضع في قسم المبيعات لدى الموزعين. لم أكن أتخيّل حينها أنني سأصبح أول امرأة تشغل منصب المدير العام لدول الخليج في هنكل — امرأة روسية شقراء تقود الأعمال في عالم يصفه البعض بأنه "عالم الرجال". وأحب أن أقولها بطرافة، فالدعابة تساعد كثيرًا في غرف الاجتماعات والأسواق التي غالبًا ما أكون فيها المرأة الوحيدة.
كانت رحلتي المهنية مبنية خطوة بخطوة، وبدأت بفرصة تطوير قنوات البيع بالتجزئة الرئيسية — وهي من المجالات الاستراتيجية المهمة للشركة. هنكل لم تكن مجرد جهة عمل، بل كانت منصة نمو وتطوير متكاملة. إلى جانب المهام اليومية، كنت أحصل باستمرار على فرص للنمو من خلال برامج تدريب دولية ودورات قيادية والانخراط في مشاريع عالمية. هذه التجارب لم تعزز مهاراتي فقط، بل شكّلت طريقة تفكيري الاستراتيجي، ونهجي الإبداعي وقدرتي على رؤية الصورة الأوسع.
لاحقًا، توليت منصب مديرة المبيعات في روسيا ومن ثم انتقلت إلى الخليج كمديرة عامة — خطوة كبيرة حملت معها تحديات فريدة من نوعها. كل مرحلة جديدة كانت تعني فريقًا أكبر، وأسواقًا غير مألوفة، وديناميكيات عمل أكثر تعقيدًا. لكن ما أحدث الفارق هو التزام هنكل بتنمية المواهب. استطعت أن أُخصص مساري التعليمي وفق متطلبات كل مرحلة — وهذا ما منحني تمكينًا حقيقيًا، خصوصًا عندما يُتوقع منك تحقيق نتائج سريعة.
اليوم ها أنا أقود أعمالًا في دول لا تزال القيادة فيها تُتوقّع بشكل معين — وغالبًا ما تكون ذكورية. لكنني تعلمت أن أكون قيادية على طريقتي، وأن أكون صادقة مع ذاتي. وأنا فخورة بكوني جزءًا من شركة تُقدّر الخبرة والنتائج والإمكانات، أكثر من الصور النمطية القديمة. نهج هنكل في تبنّي التنوع — سواء في النوع الاجتماعي أو الخلفية الثقافية أو طريقة التفكير — ليس مجرد شعار، بل استراتيجية عمل فعالة.
أنا مؤمنة تمامًا بأن التنوع في القيادة ليس مجرد بند نحققه، بل هو العنصر السري للنمو المستدام والابتكار الحقيقي. وكقيادية في قطاع الجمال، أراه كل يوم: كلما تنوعت وجهات النظر حول طاولة النقاش، أصبحت النتائج أقوى وأكثر تأثيرًا.
فصحيح أنني امرأة روسية شقراء أقود أعمالًا في الخليج، لكن الأهم من ذلك أنني قيادية قد صقلتها الفرص والتحديات والإيمان بنفسي وبقوة القيادة الشاملة.
5. ما الخطوات التي تتخذها هنكل لتمكين المرأة في المناصب القيادية على مستوى المنطقة؟
تتبنى هنكل خطوات جذرية لتمكين المرأة في المناصب القيادية على مستوى المنطقة، عبر مبادرات قائمة على المساواة، وإبراز الدور، وإتاحة الفرص.
في صميم هذا الالتزام توجد برامج تطوير مصممة خصيصًا، إلى جانب تدريب فردي وتوجيه نسائي، تهدف إلى إطلاق الإمكانات القيادية، وتسريع المسار المهني، وبناء القدرات الاستراتيجية. هذه المبادرات تتجاوز التدريب التقليدي، حيث توفّر فرصًا حقيقية للنمو وتمكين المرأة من التقدم في مسيرتها المهنية لتولي أدوار قيادية ضمن مختلف أقسام الشركة..
(مثل: برنامج Chaingersوبرنامج الإرشاد والتوجيه النسائي ومبادرةGCC Learning Café )
كما تضمن هنكل إتاحة الفرصة للنساء للظهور داخل المؤسسة، من خلال خلق مسارات واضحة للترقية والتقدير. ويُعزّز هذا من خلال الاحتفاء بمساهمات المرأة، وتوفير منصات مفتوحة لتبادل الخبرات والرؤى والإلهام — ما يعزز ثقافة الشمول والطموح والتمكين.
(مثل: التعيينات والترقيات المستهدفة للنساء، يوم المرأة العالمي، مبادرة "Her Corner” )
وتقديرًا لأهمية الاستمرارية، تدعم هنكل النساء عبر برامج العودة إلى العمل بعد إجازات الأمومة أو فترات الانقطاع، لضمان عودتهن إلى أدوار ذات مغزى وآفاق مهنية قوية. ومع توفير إجازة أمومة سخية وخيارات عمل مرنة، تلتزم الشركة بتحقيق التوازن بين الحياة والعمل على المدى الطويل.
(مثل: إجازة شاملة للجنسين، إجازة الأمومة، نظام العمل الذكي)
كذلك تحتفي هنكل بمساهمات المرأة من خلال فعاليات خاصة ومبادرات تُعنى بالصحة النفسية والبدنية، في إطار رؤية شاملة للنمو والرفاهية.
(مثل: فعاليات التوعية بسرطان الثدي)
هذه المبادرات مجتمعة تُجسّد التزام هنكل القوي بتمكين المرأة وتعزيز التنوع، لبناء بيئة عمل تتيح للجميع فرصًا متكافئة للنمو والازدهار والقيادة.
6. ما أبرز التوجّهات الناشئة في مجال العناية بالشعر والبشرة التي ترسم ملامح مستقبل قطاع الجمال في الشرق الأوسط؟
من الواضح أننا نشهد تأثيرًا متزايدًا لاتجاهات العناية بالبشرة على العناية بالشعر، فيما يُعرف بـ "تجربة تحويل العناية بالشعر إلى عناية بالبشرة" أو ما نُطلق عليه "Skinification". حيث أصبح المستهلكون يتوقعون أن تحتوي منتجات الشعر على نفس المكونات الفعالة المستخدمة في العناية بالبشرة.
على سبيل المثال، يُعرف مركّب الهيالورونيك بقدرته على منح البشرة إشراقة ومظهراً شاباً. واليوم نلاحظ اهتماماً كبيراً باستخدامه في العناية بالشعر. ومن هذا المنطلق، أطلقنا منتج جليس اكوا ريفايف الرائد، الذي يوفر عناية فائقة النعومة للشعر بفضل قوة مركب الهيالورونيك، في واحدة من أحدث تقنيات العناية بالشعر.