يهتمّ العطار الفرنسيّ ستيفان همبرت لوكاس بالعالم العربيّ الذي يصفه بمهد الحضارات و المكان الذي يتيح له الفرصة لاستكشاف العطور من خلاله كما يحبّ للغاية رائحة الشرق الأوسط المميّزة. هذه الأسباب دفعت به الى إطلاق مجموعة 777 للعطور المستوحاة من رحلاته الموسعة في الشرق الأوسط حيث طوَّر كل عطر ليستحضر روح هذه المنطقة من خلال أسمائها و مقوماتها الفريدة. هذه المجموعة تضمّ عطورًا ساحرة منها Khôl de Bahreïn، Soleil de Jeddah، 2022، Oumma، Black Gemstone، Ô Hira، و Rose de Petra.
"نواعم" التقت ستيفان همبرت لوكاس في دبي في فندق Royal Mirage و استمتعت جدًا بالحديث معه عن العطر و الرائحة من الناحية غير الحسّية. ستيفان همبرت لوكاس هو عطّار متميّز و فريد من نوعه بإبداعه و طريقة فهمه للعطور. و لعلّ هذا هو السبب الذي دفعه لابتكار هذه العطور المتميّزة بهويّتها القوية و الأكثر مبيعًا في أهمّ المتاجر الراقية مثل متجر هارودز في لندن . إليكِ الحديث:
لماذا أطلقت اسم 777 على مجموعة عطورك؟
لقد ولدتُ في 1971/10/6 و مجموع هذه الأرقام هو الرقم 7. و اخترتُ ثلاث 777 كالنجمات الثلاث و هذا ما جلب الحظّ لهذه المجموعة.
أنتَ رّسام فكيف دخلت عالم العطور؟
تستهويني الروائح منذ صغري و لطالما كانت الدافع و الحافز الأساسيّ في حياتي. لديّ اضطراب أصبح معروفًا اليوم و هو اضطراب المحاسة و هو أنني أتلّقى بعض الأشياء في رأسي بطريقة مختلفة عن غيري، أذكر مثلًا أنني أستطيع أن أشمّ رائحة الماء منذ أن كنتُ صغيرًا. لطالما تحكّمت بي هذه الروائح التجريدية. يمكنني أن أحدد الماغنيزيوم في الماء كما أنّ الماء و النار بالنسبة لي متشابهان. إذًا بدأتُ شغفي بالرسم و الشعر قبل أن أقرر تجسيد لوحاتي في عطور.
أنتَ فرنسيّ فكيف اخترت أن تستوحي عطورك من الشرق الأوسط، و يبدو انك قمت ببحوث كبيرة عن البلدان المختلفة إذ أعطيتَ لكلّ عطر اسمًا منها؟
كانت التجربة شامانية بالنسبة لي. لقد بدأتُ بمعرفة القليل عن دبي، إنها المرّة الثانية التي أزور فيها المدينة كما سأزور جدّة في السعودية قريبًا.
إذًا أنتَ لم تزر البحرين حين استوحيت عطر "Le khol de Bahrein"؟
كلا، فالإلهام يأتي من قراءاتي، أحاسيسي و من أحلامي العميقة و من كون جدّي من الجزائر.
هل كلّ المجموعة تحاكي فقط النساء العربيات إذ تحتوي على مكوّنات عطرية قوية؟
نعم و لكن اتمنّى ان تحاكي أيضًا المرأة الفرنسيّة و لكنّ هذه الروائح تعجب المرأة الاميركيّة حين نعطيها الوقت الكافي لشرح القصّة خلف العطور . الغربيون ينجذبون الى العطور الحمضيّة، الخفيفة و الحسّاسة.
حين أغمض عينيّ و أشمّ أحد عطورك، أتخيّل امرأة عربية أنيقة في عبايتها السوداء، هل تشعر بالشيء نفسه؟
نعم أنا أستوحي الشيء نفسه.
تحتوي مجموعتك على 11 عطرًا، أيّ عطرٍ بينها هو نجم المجموعة و لماذا؟
العطر هو "Soleil de Jeddah". هذا العطر قويّ و لكن يمكن تقبّل نغماته القوية إضافةً الى أنه حمضيّ قليلًا. قبل هذه المجموعة، كانت لديّ علامة اسمها SoOud مستوحاة من العالم العربيّ و تحتوي على عطر اسمه "نور". تكلفة هذا العطر كانت مرتفعة جدًا بسبب المواد الأولية المستخدمة كما أنّ صيغته مختلفة تمامًا عن صيغة العطور الأخرى. قرّرتُ أن أغيّر المواد قليلًا بسبب الكلفة من دون أن يفقد العطر الروائح التي فيه. و حين قرّرت أن يكون لديّ خطّ يحمل اسمي، لم أستطع إلّا أن أستعمل الصيغة الأولى لعطري و هو عطر "Soleil de Jeddah".
المرأة الخليجيّة تبتكر عطرها الخاصّ إذ تمزج بين مختلف العطور العربيّة و الغربيّة. هل تحتوي عطورك على ما يكفي من المكوّنات و النغمات لئلا تمزج بين العطور؟
عطوري ثابتة و أقوى من أيّ عطر قد يمتزج معها. يمكنهنّ أن يمزجن عطوري مع أيّ عطر آخر و لكنّ المكوّنات القوية التي يجدنها داخل عطوري تطغى على أيّ عطر آخر و تدمّره بحيث لا يستطعن إلّا شمّ عطري فقط.
ما الذي تعمل عليه الآن؟
أعمل الآن على توسيع مجموعة 777 لتضمّ عطورًا أخرى و سأحاول أن أجسّد الأفعى في صناعة عطرٍ بارد على عكس هذه العطور الحارّة. لذلك، أحببتُ ان أنعش هذه المجموعة الحارّة مع عطورٍ باردة و حسيّة في الوقت نفسه و هذا هو السبب لاختياري الأفعى.
متى ستطلق هذه المجموعة الجديدة من العطور؟
سنطلق هذه المجموعة خلال الأشهر الخمسة المقبلة.
نذكر أنّ مجموعة عطور 777 متوفّرة في هارفي نيكلز، بلومينغدايلز و ساكس فيفث أفينيو في دبي.