خلال الأيام التي تلي الولادة، قد تفاجئين وربما يساورك القلق بشأن التغييرات التي يشهدها جسمك: من شكل ثدييكِ إلى استدارة بطنك وأوراكك وأردافكِ.
بدأ جسمك الآن يعود بالتدريج إلى طبيعته، فقد خفّت الحاجة إلى إرضاع طفلك ليلاً، وأصبح النوم أكثر راحة. وأصبح الآن التركيز على شعورك بجمال الأمومة. لا شكّ في أنكِ قد خسرتِ الوزن بعد الولادة، أو على الأقل وزن الطفل والمشيمة والسائل المحيط بالجنين، كما يجب أن تكوني قد لاحظتِ انحساراً في حجم الماء المحتجز في هذه الفترة. كذلك، سيختفي الوزن الزائد الذي اكتسبتِه خلال فترة الحمل، ومن الأفضل أن تخسري هذا الوزن ببطء لتجنب ترهّلات الجلد وتشققات الحمل والحفاظ على جودة أنسجة الجلد. استشيري طبيبك دائماً في هذا الخصوص.

اتبعي حمية غذائية صحية ومتوازنة 

إن كنتِ لا تزالين تعانين من الوزن الزائد بعد الولادة، فلا تتبعي حمية غذائية قاسية، بل اتبعي نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً ومارسي التمارين الرياضية بانتظام. ومن المهم جداً المواظبة على هاتين العادتين. تناولي ثلاث وجبات يومياً وتذكري تناول وجبة فطور صحية (شاي مع الحبوب أو الخبز – يُفضَّل خبز القمح الكامل – مع الزبدة أو الزبادي أو كوب من الحليب أو عصير الفواكه الطازجة أو حبة فاكهة). حاولي مراقبة السعرات الحرارية التي تتناولينها وخففي من تناول السكريات والدهون من أجل خسارة الوزن. يمكنك تناول اللحوم الهزيلة عند الغداء والدواجن أو السمك أو البيض في المساء مع الخضار المطهوّة على البخار. أما الحلويات، فيُفضَّل أن تكون من مشتقات الحليب الخالية من الدسم.

لا تفرطي في تناول الطعام وخففي من تناول الدهون والسكريات التي يخزنها الجسم على شكل دهون. لا تأكلي الفواكه مع الوجبات بل تناوليها بين الوجبات وباعتدال لمنح جسمك الفيتامينات الضرورية. احرصي على شرب 8 أكواب من الماء يومياً، إذ إنّ ذلك سيساعدك على خسارة الوزن. تجنبي تناول المشروبات الكحولية: فهي لا تحتوي على السعرات الحرارية الإضافية فحسب، بل إنها تفتح الشهية أيضاً! في النهاية، من المهم أن تعلمي أن التوتر والتعب يحولان دون خسارة الوزن، لذلك من الضروري أن تبدئي باتباع الحمية الغذائية عندما تشعرين بأنّ الوقت مناسب عند فطام طفلك. بإمكان الأمهات المرضعات الاستفادة من زيادة قليلة في الوزن إذ يكنّ بحاجة إلى طاقة إضافية.  

مارسي الرياضة لتستعيدي لياقتكِ

لقد كنتِ خلال فترة الحمل قادرة على ممارسة السباحة والمشي والتمارين الرياضية الخفيفة. وتُعدّ السباحة الرياضة المثلى للأمهات الجديدات وللنساء عموماً، إذ إنها تشدّ العضلة الطولية وهي عضلة مهمة جداً من ناحية شكل الجسم، كما أن خصائص الماء المساعدة على الاسترخاء مفيدة جداً. لكن من الأفضل أن تنتظري شهراً على الأقل قبل البدء بممارسة السباحة لكي يكون عنق الرحم قد انغلق تماماً. ولا تساعدك السباحة على الاسترخاء فحسب، بل تساعد أيضاً في شد صدرك وظهرك وذراعيك، وهو أمر مهم جداً لتتمكني من تحمّل وزن طفلك من دون تعب أو ألم. في كل الأحوال، لا تنسي الاستحمام وترطيب بشرتك جيداً بعد السباحة لأن الكلورين والمياه المحتوية على نسبة عالية من المعادن بإمكانهما التسبب بجفاف بشرتك. 

لقد حان الوقت لتعودي لممارسة رياضاتك المفضلة. وتذكّري، الرياضة المنتظمة هي الطريقة الأفضل لشد الجسم وطريقة مثالية لقضاء الوقت مع شريكك إذا كنتما تتمرنان معاً.