
يجد الكثيرون أن النميمة من اخلاق و صفات الإنسان السيئة غير الحميدة والتي تنبذها جميع الأديان السماوية والمجتمعات، اذ إنها عملية نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.
وتعتبر النميمة محرمة بإجماع المسلمين. وقد اجتمعت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
قصة قصيرة عن النميمة
هناك الكثير من القصص الخاصة بالأطفال والتي تحثهم على الصفات الحميدة وتجعلهم ينبذون الصفات السيئة. ومن أكثر القصص المنتشرة عن النميمة هي: "مر رجل ذات يوم بالسوق فرأى رجلا يبيع عبدا فسأل صاحبه عن عيوبه، فقال إن به عيبا واحدا و هو أنه نمام أي ينقل الأحاديث بين الناس، فاستسهل الرجل ذلك العيب واشترى العبد ثم أخذه إلى بيته و بعدها ذهب لبعض مشاغله... اغتنم العبد الفرصة و قال للزوجة ان زوجها يريد أن يتزوج عليها و أنها يجب أن تنزع بضع شعرات من باطن لحيته و تأخذها إلى مشعوذ كي تمنعه من الزواج مرة ثانية.
صدقت المرأة المسكينة كلام العبد و عزمت على تنفيذ ما قاله لها . و في الوقت نفسه ذهب العبد إلى سيده و أخبره بأن امرأته تريد أن تقتله لكي تتزوج من رجل اخر تحبه...
لما حل الليل تظاهر الرجل بالنوم فجاءت امرأته بموس و أرادت أن تنزع بضع شعرات من لحيته كما أخبرها العبد فظن زوجها أنها تريد قتله فأمسك بالموس وطعنها به فأرداها قتيلة...سمع أهل المرأة بمقتلها فجاؤوا إلى الرجل فقتلوه... ثم اشتعلت حرب بين قبيلة المرأة و قبيلة زوجها.. وذلك كله كان بسبب النميمة".
احاديث عن النميمة
هناك الكثير من الأحاديث النبوية الخاصة بالنميمة، ومنها على سبيل:
مرَّ بنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ألا أنبئكم ما العضة؟ هي النَّميمة القالة بين الناس".
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بشراركم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "المَشَّاؤون بالنَّميمة، المُفَرِّقُون بين الأحبة، الباغون للبُرَآء العنت".
وروي عن قتادة رحمه الله أنه قال: "كان يُقال: إن من شرِّ عباد الله: كلَّ طعَّان، لعَّان، نمَّام".
فقد أخرج الترمذيُّ وأبو داود من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
حكم عن النميمة

- النمامون مثل النار التي تسود الخشب الأخضر دون أن تتمكن من إحراقه.
- من أطاع الواشي ضيع الصديق.
- حتى لو كنت أطهر من الجليد وأنقى من الثلج ..لن تفلت من النميمة.
- طريقة المعرفة العين، أما الأذن فهي للطرب والنميمة.
- لا يدعي أحد أنه يحب النميمة ومع هذا يستمتع بها الجميع.
- ليس من الحرية الأدبية أن تقول في الغائبين شيئا لا تجرؤ أن تقوله لهم وهم حاضرون .
- لو كان أولئك الذين يغتابونني يعرفون تماما ما هو رأيي فيهم لكانوا تمادوا في اغتيابهم.
عقاب النميمة
تتمثل عقوبة النميمة في الكثير من الأشكال:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مر النبى صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة فأخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".
لقد ذَمَّ الله عَزَّ و جَلَّ النميمة و فاعلها وقال : ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ .
والمقصود بـ " مَّشَّاء بِنَمِيمٍ " كما عن ابن عباس : أي القتات ، يسعى بالنميمة ويفسد بين الناس و يضرب بعضهم على بعض .
وقيل ان أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان كانت تمشي بالنميمة بين الناس فتُلقي بينهم العداوة و تُوقد نارها بالتهييج كما توقد النار الحطب فسمى الله عَزَّ و جَلَّ النميمة حطباً حيث قال : ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ .