البكاء بدون سبب
البكاء عملية من العمليات التي تساعد على تفريغ الضغوطات من الشخص، وحتى وقت قريب كان العلماء والكتاب في خلاف حاد حول موضوع البكاء واسبابه وتأثيره، وهو ما يظهر بوضوح في الكثير من الكلمات مثل في كتاب الملك هنري السادس، حيث كتب شكسبير: "أن تبكي هو أن تخفف من عمق الأحزان". بينما يقول الكاتب الأمريكي ليموني سنيكيت: "إذا لم تكن محظوظاً جداً، فإنك تعرف أن جلسة طويلة وجيدة من البكاء يمكنها في الغالب أن تساعدك على الشعور بالراحة، حتى لو لم تتغير ظروفك قليلا".
أما عن الجهة المقابلة والتي تشمل وجهة نظر العلماء، فقد كان تشارلز داروين يعتقد أن إنتاج الدموع ما هو إلا مجرد أثر جانبي لا فائدة منه للطريقة التي تعمل بها العضلات حول منطقة العين. ينبغي أن تنقبض هذه العضلات من وقت لآخر حتى لا تمتلئ بالدماء. لذلك فإن طرد الدموع من العين هو ببساطة نتيجة غير مقصودة لهذه العملية الفسيولوجية المتطورة. كما تحدث عن الأطفال أيضا حيث قال أن البكاء يمكنه أن يساعد الأطفال الصغار في جذب انتباه الآباء.
لكن الأطباء حللوا ذلك من الناحية العلمية، فقالوا أن البكاء الشديد والمستمر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مع إحتمال نزيف أو حالة في المخ، وكذلك ارتفاع ضربات القلب وأيضا برودة في الأطراف وقرحة في المعدة، وينتج أيضا عن البكاء شد في عضلات الجسم كلها خصوصا عضلات الرقبة والظهر. كما أن البكاء بدون سبب هو مؤشر نفسي خطير.
البكاء بدون سبب للأطفال
إذا كان البكاء مهما لتحسين المزاج وهذا لأنه يساعد على إطلاق هرمونات السعادة، فالبكاء بدون سبب للأطفال قد يكون غير مفهوم.
يقول العلماء أنه عند الطفل في عامه الأول والثاني يكون البكاء لغة للتعبير عن الجوع أو الحر أو الضيق أو الرغبة في تبديل الملابس أو ربما حتى الاشتياق عند غياب الأم والأب، لكن بعد تمام العام الثاني يكتسب الطفل أدوات تعبيرية مختلفة مثل الكلام وغيره، لذلك فإن استمرار الطفل بالبكاء مشكلة سلوكية يجب تقويمها.
البكاء بدون سبب للحامل
من المعروف أن الحمل أحد العوامل التي تتسبب في التغيرات المزاجية للنساء، بسبب ما يصاحبه من تغيرات جسمانية ونفسية، ولهذا ينصح الخبراء والأطباء السيدات الحوامل بالتخلص من القلق الذي يتسبب في البكاء بدون سبب، وأحد تلك الاستراتيجيات الفعالة هو تعلم مهارات استرخاء العضلات والتنفس السليم، كما يجب على المرأة الاستعانة بدراسة التصورات العقلية والتخيلات وحدودها، فإذا ما كانت تبكي باستمرار فيجب أن تعلم أنها تعاني من اكتئاب وتحتاج إلى علاج، وعليها أن تبحث لها عن صديقة قريبة تلجأ إليها وتتحدث معها عن أمورها وتأخذ بنصيحتها وتخرج معها شحنتها السلبية، ولكن إذا استمرت مشاعرها على هذا النحو، فعليها أن تستشير طبيبا نفسيا متخصصا جنباً إلى جنب مع طبيب النساء.