ترَفّقْنَ لا تُضْعِفْنَ بالشجوِ أشجاني
|
ألا يا حَماماتِ الأراكَةِ والبَانِ
|
خفيَّ صباباتي ومكنونَ أحزاني
|
ترَفّقْنَ لا تُظهرنَ بالنّوح والبُكا
|
بحنَّةِ مشتاقٍ وأنَّةِ هيمانِ
|
أُطارحُها عند الأصيلِ وبالضحى
|
فمالتْ بأفنانٍ عليَّ فأفناني
|
تَنَاوَحَتِ الأرواحُ في غَيضَةِ الغَضا
|
ومن طُرَفِ البَلْوَى إليّ بأفْنانِ
|
وجاءتْ منَ الشَّوقِ المبرِّحِ والجوى
|
ومَنْ لي بِذاتِ الأثْلِ مَنْ لِي بنَعْمان
|
فمَن لي بجمعٍ والمحصَّب مِن مِنًى
|
لوَجدٍ وتبريحٍ وتَلثُمُ أركاني
|
تطوفُ بقلبي ساعةً بعدَ ساعةٍ
|
يقولُ دليلُ العقْلِ فيها بنُقصَانِ
|
كما طاف خيرُ الرُّسلِ بالكعبةِ التي
|
وأينَ مَقامُ البيتِ من قدرِ إنسانِ
|
وقبّلَ أحجاراً بها، وهو ناطقٌ
|
وليس لمخضوبٍ وفاءٌ بأيمانِ
|
فكَم عَهِدَتْ أن لا تحولَ وأقسمتْ
|
يشيرُ بعنَّابٍ ويومي بأجفانِ
|
ومنْ أعجبِ الأشياءِ ظبيٌ مبرقعُ
|
ويا عَجَباً من روضةٍ وَسَطَ نيرانِ
|
ومَرعاهُ ما بينَ التّرائِبِ والحَشَا
|
فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ
|
لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ
|
وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
|
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ،
|
رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
|
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ
|
وقيسٍ وليلى، ثمَّ مي وغيلانِ
|
لنا أُسْوَة ٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا
|