حيث أن الكثير من الناس يميلون إلى تصديق الأحلام والتعلق بتفاسيرها، فإن هناك آخرون يلجأون للكذب في أحلامهم وذلك لإضفاء مصداقية على رواياتهم، أو إيهام الآخرين بقرب بينهم وبين الله ليس موجودا في الحقيقية أو لإرهاب من يحملون لهم عداوة أو خلاف.
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم وعيدا وتنكيلا شديدا لكل من اختلق حلما لم يره فعليا، فقد روى البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من أفرى الفِرَى أن يُرِي الرجل عينيه ما لم تر. وأفرى الفِرَى تعني أعظم الكذبات.
وقد قام الكثير من الشيوخ بشرح الوعيد الذي جاء ذكره في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في عذاب من يكذب في الحلم، أنه يكلف يوم القيامة بعقد بين شعيرتين، والتي تعد عملية مستحيلة التنفيذ ولا يستطيع أي إنسان القيام بها، فيظل هذا الشخص يحاول العقد بين الشعيرتين دون فائدة ودون أن يستطيع أن يتخلص من هذا العذاب، وذلك لتوضيح أن الكذب في الحلم هو من كبائر الذنوب.
ولكن لما يعد الكذب في الحلم أشد ذنبا من الكذب في الحياة العادية؟
وقد تساءل الكثيرون كيف يكون الكذب في الحلم أشد في الوعيد، رغم أنه أكثر مفسدة في الدنيا عن الكذب في الحلم، فالكذب في الحياة قد يؤدي إلى موت إنسان أو التسبب في إيذاء شخص أو حبسه دون ذنب، وقد أشار المفسرين إلى أن الكذب في الحلم هو كذب وإفتراء على الله وهو أشد من الكذب على المخلوقين، لذلك كان الوعيد له أشد بأسا.