غالبًا ما تعيش الفتاة الشابّة هاجس أنّ الرجل الذي ستقترن به أنانيّ لا يفكّر إلا بلذّته الشخصية، فهذا ما قد تسمعه كلّ يوم من الصديقات الأكبر منها سنًّا، ومن الجارات واللواتي يعشن هذه التجربة القاسية، وأحيانًا من أمّها التي تترك أثرًا كبيرًا في العروس الجديدة فتدخل حياتها الزوجية بأفكار خاطئة يمكن أن تؤثر سلبًا على علاقتها الحميمة بزوجها. لكن هل كلّ الرجال أنانيّون فعلًا؟ سؤال يجيب عنه الدكتور فادي هاشم الاختصاصي بالطبّ النسائيّ والصحّة الجنسية.

يقول الدكتور هاشم "الرجال ليسوا كلّهم أنانيين وهذه هي النقطة التي تطورت كثيرًا في الحياة الجنسية الذكورية. في السابق كانت صورة الرجل السائدة هو ذلك المفتول العضلات الذي يضرب ضربته وينتهي الأمر. الآن الهم الأكبر عند الرجل هو أن ينجح في منح المرأة اللذة لدرجة أثّرت سلبًا على علاقاته، فبقدر ما أصبح يفكّر في الآخر نسي لذّته الشخصية وأحاسيسه. اليوم الرجال المثقفون بالتحديد واعون أكثر لمسؤوليّاتهم تجاه لذّة شريكاتهم. وبعض النساء يشكون من القلق المفرط عند بعض الرجال وعن سؤالهم الدائم عما إذا كانت الأمور تسير على ما يرام وإذا كانت تستمتع، ولا سيّما في بداية العلاقة لكن مع الوقت يتقلص هذا الاهتمام قليلًا. ويميل الرجال عمومًا إلى التفكير أنّ النشوة هي الشرط الوحيد لنجاح العلاقة الحميمة ويبذلون جهدهم لتحقيق ذلك. فيما نجد أن كلّ الدراسات تؤكد أنّ المرأة تحبّ المداعبة الطويلة كثيرًا. فإذا لم تصل إلى النشوة لكن استمتعت كثيرًا بالعناق والقبلات يمكن أن تشعر بالاكتفاء وكأنّ العلاقة الحميمة استمرت 20 دقيقة. لكن ذلك لا يعني أنّ النشوة لا تهمّها فذلك نوع من الادّعاء الكاذب فالمرأة تحبّ الاستمتاع، وإذا حصلت على المداعبة ومن ثمّ النشوة فتلك قمّة اللذة. إذا أحسّت المرأة بنشوة بسيطة أو متوسّطة يشعر الرجل بالسعادة والاكتفاء أما إذا استمتعت كثيرًا لكنّها لم تصل إلى النشوة فيشعر بالقلق. لهذا على الرجل أن يقلّل من تركيزه على النشوة ويركّز أكثر على إرضاء المرأة وإشباع رغباتها وحاجاتها ككل.