لا بد أنك سمعت كثيراً أن أكثر ما يرغب فيه الرجل من المرأة هو الجنس، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً. فهناك أمر واحد يريده الرجال أكثر، ولكن يصعب عليهم الاعتراف به، كما يصعب على المرأة أن تقدّمه.
منذ صغره، يعرف الرجل أن الرغبة في الجنس هي ببساطة مرادفة لكونه رجلاً، حتى إن بعض النساء يعتبرن أن عدم رغبة الرجل فيها أو التخفيف من تلك الرغبة يشكّل انتقاصاً لرجولته، ما يدفع الرجال إلى التركيز أكثر على ممارسة العلاقة الجنسيّة.
بماذا يشعر الرجل خلال التواصل الحميم؟
ولكن ما هو الأمر الذي قد يرغب به الرجال أكثر من الجنس؟ الجميع يعرفون أن النساء يجب أن يشعرن بالحب ليتمكّن الرجل من الدخول في علاقة حميمة معها، فيما الرجال يحتاجون إلى الحميميّة ليشعروا بأنهم محبوبون. ولكن بماذا يشعر الرجال خلال التواصل الحميم؟ بالطبع، المتعة هي أول ما يشعرون به، ولكن هناك حاجة أكبر وأكثر عمقاً تُشبع أيضاً، وهي أن يعثر الرجل على "ملاذ آمن".
فعالم الرجال هو عالم مليء بالمنافسة، حيث يتنافس الرجال في ما بينهم دائماً للحصول على المرأة الأفضل على جميع الصعد. ينفّذون الخطوات الممهّدة لتختار المرأة في النهاية الرجل الأفضل بالنسبة إليها. بعد المنافسة، يعتبر الرجل أن حصوله على المرأة التي أراد ووصوله إلى أقصى درجات الالتحام، أي التواصل الحميم، هو إنجاز أكبر من مجرد متعة حميمة عادية.
البحث عن الملاذ الآمن
مع تقدمه في السن، وبعد الكثير من التجارب، يكون الرجل قد اختبر الكثير من الصدمات وخيبات الأمل في المنافسات التي يخوضها. لهذا السبب، يصل إلى مرحلة يبحث فيها عن الملاذ الآمن عبر الزواج، حيث لا يضطرّ إلى الادعاء أنه شخص مختلف عما هو عليه ليحصل على الإعجاب والقبول. هنا، يبدأ الرجل بالبحث عن امرأة تحبّه وتستطيع أن تلامس قلبه قبل جسده. بالطبع سيرغب دوماً في التواصل الحميم مع هذه المرأة، وسيشكل هذا التواصل بالنسبة إليه برّاً للأمان وفرصة للاسترخاء والاهتمام.
ولكن من ناحية أخرى، ورغم حاجة الرجل الشديدة إلى ملاذ آمن يعتبر أن اعترافه بهذه الحاجة يجعل منه طفلاً صغيراً ويؤثر على صورته كرجل بالغ وقوي. لهذا السبب، يعود الرجل ليصبّ اهتمامه ويملأ هذه الحاجة من خلال مواظبته على العلاقة الحميمة ليحصل مرة بعد أخرى على هذا الملاذ الآمن والقدرة على الاسترخاء والشعور بالحب ولكن بأسلوب رجولي. هذا هو المطلب الخفي وراء طلب الرجل للعلاقة الحميمة مع المرأة التي يحبها.
أمر لم يُكشف عنه سابقاً