
تعد مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، واحدة من أبرز المدن التي تشتهر بزراعة وإنتاج التمور بمختلف أنواعها وأصنافها. ومن أجل الاحتفاء بهذه الثروة الزراعية المميزة، يُقام مهرجان التمور في بريدة سنويًا كأحد أكبر المهرجانات الاقتصادية والثقافية في المملكة، حيث يجمع بين التراث الزراعي العريق والتطور الاقتصادي الحديث، ويجذب مزارعين، تجارًا، وسياحًا من جميع أنحاء العالم.
مهرجان التمور في بريدة
يعتبر مهرجان التمور في بريدة من أكبر أسواق التمور في العالم، حيث تشارك فيه أعداد هائلة من المزارعين والمنتجين الذين يعرضون ملايين الأطنان من التمور. ويُعد المهرجان منصة اقتصادية مهمة لتسويق التمور وتعزيز مكانتها كمصدر دخل رئيسي للمنطقة. كما يسعى إلى تسليط الضوء على جودة التمور السعودية التي تعدّ واحدة من أفضل الأنواع عالميًا، بالإضافة إلى إبراز جهود المملكة في تنمية القطاع الزراعي ودعم المزارعين.
ويتضمن مهرجان التمور في بريدة العديد من الأنشطة التي تجمع بين الجانب التجاري والترفيهي والثقافي، ومن أبرزها:
مزادات التمور: تُقام مزادات يومية لبيع مختلف أنواع التمور بكميات ضخمة، حيث يتم عرض التمور بطريقة منظمة ومميزة. وتتميز المزادات بمشاركة واسعة من التجار والمستثمرين من داخل وخارج المملكة.
معارض المنتجات الزراعية: يتم عرض منتجات التمور ومشتقاتها، مثل الدبس، المعمول، والحلويات المصنوعة من التمور، مما يتيح للمزارعين والتجار تسويق منتجاتهم بشكل مباشر.
فعاليات ثقافية وتراثية: يُقام خلال المهرجان عدد من الأنشطة الثقافية التي تعكس تراث المنطقة، مثل عروض الفلكلور الشعبي، الحرف اليدوية، والأكلات المحلية.
ورش العمل والبرامج التوعوية: يتم تنظيم ورش عمل تهدف إلى توعية المزارعين بأحدث الأساليب الزراعية والتقنيات الحديثة لتحسين جودة الإنتاج، بالإضافة إلى تسليط الضوء على طرق تخزين وتسويق التمور.
أنشطة ترفيهية للعائلات: يشمل المهرجان مناطق مخصصة للترفيه العائلي، حيث يمكن للأطفال والعائلات الاستمتاع بعروض الألعاب والأنشطة الترفيهية التي تناسب جميع الفئات العمرية.
لا يقتصر مهرجان التمور في بريدة على الجانب التجاري فقط، بل يُعتبر فرصة للتعريف بالإرث الثقافي العريق المرتبط بالنخيل والتمور في المملكة. فالتمور ليست مجرد منتج زراعي، بل هي جزء من الهوية الثقافية للمنطقة. وتعمل المملكة من خلال مهرجانات التمور المختلفة على دعم رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد وتعزيز دور الزراعة كقطاع حيوي.
وتشتهر مدينة بريدة بإنتاج العديد من أصناف التمور الفاخرة، ومن أبرزها:
السكري: يُعد من أشهر أنواع التمور في القصيم، ويمتاز بطعمه الحلو وقوامه الطري.
الخلاص: يتميز بجودته العالية وطعمه الفريد.
البرحي: يُعرف بشكله الدائري وطعمه الحلو المميز.
الصقعي: يُعتبر من الأصناف الفاخرة ذات الطلب الكبير في الأسواق.
يمثل مهرجان التمور في بريدة حدثًا اقتصاديًا وثقافيًا ضخمًا يعكس الهوية الزراعية للمملكة ويبرز مكانة التمور كمنتج استراتيجي مهم. إنه ليس مجرد سوق لبيع التمور، بل هو منصة تجمع بين التراث والابتكار، وتساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وربط المزارعين بالأسواق العالمية. ويظل هذا المهرجان شاهدًا على الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي ودعم التراث الوطني.