هناك لحظة معيّنة في كل عام نشعر فيها بأن السفر ليس مجرد عطلة، بل هو مساحة نمنحها لأنفسنا لنكتشف، نتنفس، ونعيد ترتيب نبضنا الداخلي. نبحث عن وجهة تمنحنا شعوراً مختلفاً… مدينة تُدهشنا، طبيعة تُلهمنا، وثقافة تترك بصمتها في ذاكرتنا. وبين الوجهات التي تستعد للتألق في عام 2026، تبرز ألمانيا كخيار استثنائي لمحبات السفر من دول الخليج، بجدول فعاليات غني ومعالم جديدة وتجارب مصممة للعائلات وعاشقات الفن والتاريخ والترفيه.
عام من الاحتفالات واللحظات الثقافية النابضة بالحياة
يُتوقع أن تكون ألمانيا واحدة من أكثر الوجهات ازدحاماً بالمهرجانات في 2026، مع روزنامة فعاليات تمتد من الربيع إلى أواخر الصيف. على ضفاف نهر الراين، تعود سلسلة الاحتفالات الصيفية التي تضيء المدن بالألعاب النارية والعروض النهرية المبهرة من مايو حتى سبتمبر، لتمنح الزائرات أجواءً ساحرة تحت سماء أوروبا الدافئة. وفي الشمال، تستضيف هامبورغ احتفالاتها البحرية التاريخية ببرنامج موسّع، بينما يجمع كرنفال الثقافات في برلين مئات الآلاف في احتفال يعكس الروح العالمية للعاصمة بألوانها وموسيقاها.
كما ينتظر عشاق المسرح والموسيقى مهرجان قلعة هايدلبرغ الذي يحوّل واحدة من أجمل القلاع الألمانية إلى مسرح مفتوح تحت النجوم، متزامناً مع ليالي الإضاءة الشهيرة في يوليو وسبتمبر. وتستمر الحالة الاحتفالية مع مهرجان "روك إم بارك" في نورمبرغ، وأسبوع كيل، أكبر فعالية للإبحار في العالم، ومهرجان شوتزنفيست العريق، وصولاً إلى مهرجان "فرانكفورت ميوزيم إمبانكمنت" الذي يُعد من أهم الفعاليات الثقافية على ضفاف نهر الماين. أما محبات التكنولوجيا والألعاب، فيمكنهن متابعة معرض "غايمزكوم" العالمي في كولونيا، أحد أكبر الأحداث العالمية.
عام خاص لإرث فاغنر
تستعد مدينة بايرويت لاحتفالات ثقافية كبرى بمناسبة مرور 150 عاماً على أول عرض كامل لأوبرا "حلقة ريتشارد فاغنر". ستشهد المدينة برنامجاً متواصلاً من العروض والأنشطة على مدى العام، بما في ذلك مهرجان شوارع واسع في يوليو وعروض جديدة ضمن مهرجان بايرويت الشهير، ما يجعل الوجهة محط أنظار عشاق الموسيقى من حول العالم.
وجهات جديدة تعيد رسم خريطة السياحة
يأتي عام 2026 محمّلاً بمفاجآت سياحية فريدة. ففي هامبورغ، تستعد هافن سيتي لافتتاح متحف يو بي إس للفنون الرقمية، الأكبر من نوعه في أوروبا، مع معرض ضخم من توقيع المجموعة اليابانية تيم لاب. وفي برلين، تعود إحدى أهم المواقع التاريخية إلى الواجهة بإعادة افتتاح سرداب هوهنزولرن. وعلى الجانب الترفيهي، يكشف أوروبا بارك عن منطقة موناكو الجديدة، ليُصبح عالميه الغامر الثامن عشر، بينما يقدّم برج هيكسنبيزن في جبال هارز تجربة بانورامية ممتعة للعائلات.
جيل جديد من الفنادق وتجارب الإقامة
تستعد مدن ألمانيا لاستقبال الزوار بمجموعة واسعة من الفنادق الجديدة والعصرية، من بينها بولمان هامبورغ هافنسيتي، وسكانديك برلين ويست، وأوكسيدنتال دريسدن نيوا، إضافةً إلى إعادة افتتاح فندق ألتوف دوم في كولونيا. أما في برلين، فتتغير ملامح الأفق مع برج إستريل، أول ناطحة سحاب في المدينة بارتفاع 176 متراً، يضم غرفاً مصممة بعناية ومساحات واسعة للفعاليات ومطعماً بإطلالات مذهلة على العاصمة.
سهولة في السفر وتجارب مريحة من اللحظة الأولى
يشهد قطاع النقل تطوراً لافتاً أيضاً. فمطار فرانكفورت يفتتح المبنى رقم 3 بطاقة استيعابية تصل إلى 25 مليون مسافر، إلى جانب ربط سريع عبر نظام سكاي لاين. وفي ميونخ، سيُدشَّن الجناح T1E المخصّص لشركات الطيران الخليجية، مع صالات جديدة ومناطق أمن وهجرة أكثر سلاسة. هذه التحسينات تجعل السفر إلى ألمانيا أكثر راحة لهم وللعائلات الخليجية تحديداً.
وجهة تنتظركِ بالكثير من الدهشة
ما بين الطبيعة الخلابة، المدن الحيوية، المهرجانات العالمية والمعالم الجديدة، تبدو ألمانيا في 2026 ككتاب سفر مفتوح على صفحات جديدة من المتعة والاكتشاف. سواء كنتِ تحبين الفعاليات الثقافية، أو المغامرات العائلية، أو الفن المعاصر، ستجدين فيها ما يشبهك… وما يلهمك. إنها وجهة تُعاش، وتُكتشف، وتُحكى.