
في عام 2025، بلغ إجمالي عدد سكان العراق حوالي 46,118,793 نسمة وفق نتائج التعداد السكاني الوطني الذي أعلنته وزارة التخطيط العراقية، وهو أول تعداد شامل منذ نحو 40 عامًا.
لكن الرقم الإجمالي يشمل جميع المقيمين في العراق، سواء كانوا مواطنين عراقيين أصليين أو سكانًا أجانب، مثل العمالة واللاجئين والمقيمين غير العراقيين. في هذا المقال نتناول بشكل مفصل عدد السكان الأصليين في العراق، أي المواطنين العراقيين الذين يشكّلون غالبية التركيبة الديموغرافية في البلاد.
ما هو عدد سكان العراق الاصليين 2025
مصطلح السكان الأصليين في العراق يُستخدم هنا للإشارة إلى المواطنين العراقيين العرقيين الذين ينحدرون من المكوّنات التاريخية والشعبية التي تشكل المجتمع العراقي عبر التاريخ، مثل العرب والكرد والتركمان وغيرهم من الأقليات العرقية. هذا يشمل جميع المجموعات التي لها جذور تاريخية طويلة في أرض العراق وتمتلك الجنسية العراقية، دون اعتبار الأجانب غير المواطنين الذين يعيشون في العراق لأغراض العمل أو الإقامة.
بحسب نتائج التعداد السكاني لعام 2025، بلغ إجمالي سكان العراق نحو 46,118,793 نسمة، منهم حوالي 45,778,662 مواطنًا عراقيًا (أي السكان الأصليون تقريبًا) بعد استبعاد المقيمين غير العراقيين والوافدين.
هذا يعني أن معظم السكان في العراق في 2025 هم من السكان الأصليين العراقيين، بنسبة تزيد على 99٪ تقريبًا من إجمالي السكان داخل البلاد.
والسكان الأصليون في العراق متنوّعون، وإن كانت الغالبية منهم تنتمي لمجموعتين رئيسيتين عرقيتين كبيرتين، إلى جانب مجموعات أصغر تمثل الأقليات:
1. العرب
يشكّلون الغالبية العظمى من السكان الأصليين في العراق، ويمثلون نحو 75٪ إلى 80٪ من السكان، ويشمل ذلك العرب الشيعة والعرب السنة.
العرب يتواجدون في معظم أنحاء البلاد، خصوصًا في وسط وجنوب العراق.
2. الأكراد
يُعدّ الأكراد ثاني أكبر مجموعة عرقية في العراق، وتقدّر نسبتهم بحوالي 15٪ إلى 20٪ من السكان، ويتركّزون بشكل رئيسي في إقليم كردستان العراق بالمحافظات الشمالية مثل أربيل والسليمانية ودهوك، إضافة إلى وجودهم كأقليات في محافظات أخرى.
3. الأقليات العرقية
تشمل الأقليات مجموعات أصغر متعددة مثل التركمان، الآشوريين، الآشوريين/الكلدان/السريان، الإزيديين، الشبك، الصابئة المندائيين، وغيرهم. تُشكّل هذه الأقليات مجتمعة نسبة صغيرة من السكان (حوالي 5٪ تقريبًا) لكنها جزء مهم من النسيج الديموغرافي في العراق.
يتسم التوزيع الجغرافي للسكان الأصليين في العراق بملامح واضحة مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا والهوية الثقافية، إذ تتوزع المكوّنات العرقية في مناطق محددة تشكل امتدادًا طبيعيًا لوجودها عبر القرون. يشكل العرب الأغلبية الأكبر ويتوزعون في معظم أنحاء البلاد، لكن ثقلهم الأساسي يتركز في وسط العراق وجنوبه؛ فمحافظات بغداد والنجف وكربلاء والبصرة وذي قار وميسان وبابل والديوانية تشهد كثافة سكانية عربية واضحة، إلى جانب المناطق الغربية مثل الأنبار وصلاح الدين التي يتركز فيها العرب السنة بصورة بارزة. هذا الانتشار الواسع جعل العرب يشكلون النسيج الاجتماعي الأوسع في مختلف المحافظات العراقية.
أما الأكراد فيتركزون بشكل رئيسي في شمال العراق ضمن إقليم كردستان الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، إضافة إلى وجودهم في أجزاء من محافظة كركوك وبعض المناطق المتنازع عليها. ويتميّز الوجود الكردي في هذه المناطق بالتواصل الجغرافي والثقافي، مما عزز هويتهم الجماعية عبر الزمن.
وفي ما يتعلق بـ التركمان، فهم ينتشرون في شريط جغرافي يمتد من كركوك شمالًا نحو تلعفر في نينوى، إضافة إلى وجودهم في بعض مناطق ديالى وصلاح الدين. ويُعدّ وجودهم جزءًا أصيلًا من التنوع التاريخي في العراق، حيث عاشوا في هذه المناطق منذ قرون طويلة.
أما الآشوريون والكلدان والسريان، فوجودهم يتركز تقليديًا في مناطق سهل نينوى مثل تلكيف وقرقوش وبرطلة، إضافة إلى وجود أقل في بغداد وبعض مدن الشمال. كما يتوزع الإيزيديون في مناطق سنجار وجبل سنجار، حيث شكّلوا مجتمعًا ذا خصوصية ثقافية وروحية مميزة. وتوجد جماعات أخرى أصغر مثل الصابئة المندائيين الذين كان تركّزهم الأكبر في بغداد والبصرة، إضافة إلى الأقليات الأرمنية المنتشرة في بعض مناطق بغداد وكردستان.
إن هذا التوزيع المتنوع يعكس عمق التاريخ العراقي وامتداد ثقافاته، ويُظهر كيف شكّلت الجغرافيا عبر الزمن خريطة سكانية فريدة تجمع بين المراكز الحضرية الكبرى والقرى التاريخية التي ما زالت تحافظ على هويتها الأصلية. ومع تطور الحياة الحديثة والنزوح الداخلي بات هناك قدر من التداخل بين هذه المجموعات، لكنه لم يلغِ الخصوصية الجغرافية التي حافظت عليها كل مكوّن عبر القرون.
في عام 2025، بلغ عدد سكان العراق الكلّي نحو 46,118,793 نسمة، منهم حوالي 45,778,662 مواطنًا عراقيًا أصليًا، وهو ما يشكّل الغالبية الساحقة من سكان البلاد.
ويتوزع هؤلاء السكان الأصليين بين العرب (الغالبية الكبرى)، والأكراد (أكبر أقلية عرقية)، إلى جانب أقليات عرقية أخرى تُضفي تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا على المجتمع العراقي.