
تُعد جمهورية باكستان الإسلامية من الدول ذات الثقل السكاني الكبير على مستوى العالم، حيث تلعب العوامل الديموغرافية دورًا محوريًا في تشكيل واقعها الاقتصادي والاجتماعي. ومع استمرار النمو السكاني السريع، يزداد الاهتمام بدراسة حجم السكان وخصائصهم المختلفة. يهدف هذا المقال إلى استعراض عدد سكان باكستان في عام 2025، مع تسليط الضوء على التوزيع الجغرافي للسكان، والتركيبة العمرية، وأبرز العوامل المؤثرة في النمو السكاني، والتحديات والفرص المرتبطة بهذا النمو.
ما هو عدد سكان باكستان 2025
تُعد جمهورية باكستان الإسلامية من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وتحتل مكانة ديموغرافية مهمة على المستويين الإقليمي والعالمي. ووفقًا للتقديرات السكانية الحديثة، يُقدَّر عدد سكان باكستان في عام 2025 بنحو 241 إلى 242 مليون نسمة تقريبًا، مما يجعلها من بين أكثر خمس دول سكانًا في العالم بعد الهند والصين والولايات المتحدة وإندونيسيا.
يعكس هذا العدد الكبير النمو السكاني السريع الذي تشهده البلاد منذ عقود، نتيجة ارتفاع معدلات المواليد مقارنة بعدد من الدول الأخرى، إضافة إلى التركيبة العمرية الشابة التي تميز المجتمع الباكستاني.
وتشهد باكستان نموًا سكانيًا ملحوظًا، إذ يُعد معدل الخصوبة من العوامل الأساسية وراء زيادة عدد السكان، حيث لا يزال أعلى من المتوسط العالمي. كما يسهم التحسن النسبي في الخدمات الصحية في خفض معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال، مما يؤدي إلى زيادة طبيعية في عدد السكان سنويًا.
ورغم بعض التحديات الاقتصادية، فإن عدد السكان يستمر في الارتفاع، ما يفرض ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية والخدمات العامة.
ويتوزع سكان باكستان بشكل غير متساوٍ بين الأقاليم المختلفة، حيث تتركز الكثافة السكانية في:
إقليم البنجاب: الذي يُعد الأكثر سكانًا بسبب خصوبة الأراضي الزراعية وتوفر فرص العمل.
إقليم السند: خاصة في المدن الكبرى مثل كراتشي، التي تُعد أكبر مدينة في البلاد ومركزًا اقتصاديًا مهمًا.
إقليم خيبر بختونخوا : ويضم نسبة كبيرة من السكان في المناطق الحضرية والريفية.
إقليم بلوشستان: وهو الأقل كثافة سكانية بسبب المساحة الواسعة والظروف الجغرافية الصعبة.
وتشهد المدن الكبرى مثل كراتشي ولاهور وإسلام آباد وروالبندي نموًا حضريًا سريعًا نتيجة الهجرة الداخلية من المناطق الريفية.
وتتميز باكستان بتركيبة عمرية فتية مقارنة بالعديد من دول العالم، حيث تشكل الفئات العمرية الصغيرة نسبة كبيرة من إجمالي السكان. إذ تمثل فئة الأطفال دون سن 15 عامًا جزءًا كبيرًا من المجتمع، ما يعكس استمرار ارتفاع معدلات المواليد في البلاد. كما تشكل فئة الشباب في سن العمل (من 15 إلى 64 عامًا) النسبة الأكبر من السكان، وهو ما يوفر قاعدة واسعة للقوى العاملة ويسهم في دعم النشاط الاقتصادي إذا ما توفرت فرص التعليم والتوظيف المناسبة.
في المقابل، تبقى نسبة كبار السن (65 عامًا فأكثر) منخفضة نسبيًا مقارنة بالدول المتقدمة، نتيجة انخفاض متوسط العمر المتوقع مقارنة بها، رغم تحسنه التدريجي خلال السنوات الأخيرة بفضل تطور الخدمات الصحية. وتفرض هذه التركيبة العمرية تحديات كبيرة على قطاعات التعليم والصحة وسوق العمل، لكنها في الوقت نفسه تمثل فرصة مهمة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام في حال الاستثمار الفعّال في رأس المال البشري وتنمية مهارات الشباب.
ورغم أن النمو السكاني يوفر قوة بشرية كبيرة، إلا أنه يفرض تحديات واضحة، مثل:
الضغط على قطاع التعليم والخدمات الصحية.
زيادة معدلات البطالة بين الشباب.
الضغط على الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة.
التوسع العمراني غير المنظم في المدن الكبرى.
في الختام، يُظهر عدد سكان باكستان في عام 2025، والمقدَّر بنحو 241–242 مليون نسمة، حجم التحدي والفرصة في آنٍ واحد. فبينما يشكل هذا العدد الكبير قوة بشرية هائلة يمكن أن تدعم التنمية الاقتصادية، فإنه يتطلب سياسات فعالة في مجالات التعليم والصحة والتنظيم السكاني لضمان مستقبل مستدام للبلاد.