داخل أوجيني، نعيش تلك الليالي التي نحلم بها في خيالنا؛ فهناك الموسيقى الهادئة والأزياء الراقية والعادات القديمة، حتى الكلمات التي نبتسم عند سماعها والتي جسّدها لنا أبطال المسلسل الرمضاني "ليالي أوجيني"، وهو يعزف سيمفونية درامية منفردة تجعله خارج المنافسة الرمضانية، فلا يمكن أن تضعه مع بقية الأعمال الدرامية المشاركة في الموسم الرمضاني والتي تنقل الواقع الذي نعيشه.
ليالي أوجيني بها واقع وحياة أخرى لم نسعد بها، وإنما نكتفي بمعايشتها عبر ليالي أوجيني الدافئة.
وبرغم أن الرواية الإسبانية "أوجيني دي مونيتو كوتيسة" التي أُخذت منها قصة المسلسل، تتحدّث عن سيدة فرنسية تدعى أوجيني وهي فتاة فاتنة الجمال وُلدت في إسبانيا، ثم وصلت إلى إمبراطورية فرنسا، فأوجيني ارتبطت بحبّها الشديد لمصر وخاصة مدينة بورسعيد التي كانت تحرص على زيارتها من فترة إلى أخرى.
قد يغلب على الرواية الطابع السياسي وتبدو بعيدة عما شاهدناه في سيمفونية أوجيني الرومانسية الهادئة، ولكنها قد تتشابه في بعض التفاصيل التي تجمع بين بطلة الرواية وبطلة العمل الدرامي، كمجيء "أوجيني" إلى بورسعيد متنكرة هرباً من الحرب في فرنسا، وكذلك أمينة خليل التي تجسّد شخصية كاريمان أو كريمة بطلة "ليالي أوجيني" التي لجأت الى بورسعيد هاربةً من ماضيها وباحثة عن مأوى لها بعد أن قتلت زوجها.
تفاصيل أضافتها كل من سماء عبد الخالق وإنجي القاسم، كاتبتي السيناريو، ليصبح عملاً درامياً ينقل صورة اجتماعية لفترة الأربعينيات وجمالها من ديكورات إلى أزياء حتى كيك القرفة الذي اشتهرت به صوفيا إحدى جميلات "ليالي أوجيني" أو إنجي المقدّم، ولا يمكن أن ينافسها أحد فيه، إلى العلاقات الاجتماعية المختلفة التي تجمع العائلات التي تسكن في بورسعيد بدءاً من "بطل الليالي" الدكتور فريد أو ظافر العابدين، الذي يرضى بحياته المملة مع زوجته "عايدة" التي تجسّد دورها الممثلة كارمن بصيبص، من أجل إرضاء والديه، إلى أن يقابل كريمة فتبدأ الحياة تبتسم له من جديد إلى جانب صديقه عزيز، وهو رجل يفشل في التخلص من سيطرة أمّه "ماجدة"، ويضحّي بصوفيا حبّه الوحيد من أجلها، ولكنه ما زال على أمل أن يجمعهما القدر يوماً ما، الى "صدقي" (بطرس غالي) الرجل الكبير السن الذي يحاول البحث عن حياة جديدة مع حبيبته نعمات "إنتصار"، ضارباً عرض الحائط بالفروقات الاجتماعية من أجل الانتصار لحبهما بعيداً عن سيطرة ابنته، وجليلة أو أسماء أبو اليزيد، وردة تياترو أوجيني التي تحاول البحث عن حب جديد بعد أن خذلها حبيبها بتخييرها بين عملها في التياترو وبين استمرار علاقتهما، فلم تجد أوفى من عملها لتعطيه كل حبّها.
فالكل داخل ليالي أوجيني يبحث عن فرصة للسعادة، فرصة لحياة جديدة واختيارات جريئة تخلّصه من آلام الماضي وتحرره من قيود الرضى بالواقع؛ الكل داخل ليالي أوجيني يبحث عن الحب الذي يأتي دون سابق إنذار كما قالها فريد لكاريمان عندما اعترف لها بحبه ليبدأ معها رحلة حب جديدة تكشف عنها الحلقات المقبلة.